«تطور صادم» نفي أوكراني لدخول قوات روسية إلى دنيبروبتروفسك

أعلنت الحكومة الأوكرانية نفيها القاطع للتصريحات الروسية التي أشارت إلى قيام القوات الروسية بدخول منطقة دنيبروبتروفسك معترضة على وصف ذلك بـ”الدعاية المضللة”، ويأتي هذا في ظل التصعيد المستمر للصراع الدائر بين البلدين والمشتعل منذ سنوات، وتعد منطقة دنيبروبتروفسك هدفًا استراتيجيًا لكونها مركزًا صناعيًا وسكانيًا مهمًا في أوكرانيا.

نفي التصريحات الروسية بشأن منطقة دنيبروبتروفسك

منذ الإعلان الروسي الأخير حول دخول وحدات من فوج الدبابات الـ90 الحدود الإدارية الغربية لمقاطعة دونيتسك باتجاه منطقة دنيبروبتروفسك، سارعت القوات المسلحة الأوكرانية إلى نفي هذه المزاعم، مؤكدة تمسكها الكامل بمواقعها في الجبهة، وتشير المصادر الرسمية الأوكرانية إلى أن المعارك لا تزال ترتكز داخل حدود دونيتسك من دون أي تقدم في اتجاه دنيبروبتروفسك، ورغم التصعيد الإعلامي الروسي، تصف أوكرانيا هذه الادعاءات بأنها تحمل طابعًا دعائيًا بحتًا يهدف إلى تشتيت الأنظار.

أهمية منطقة دنيبروبتروفسك الاستراتيجية

تتميز دنيبروبتروفسك بموقع استراتيجي يجعلها هدفًا ذا أهمية كبيرة، فهي مركز لوجستي هام للجيش الأوكراني وتعتبر واحدة من أكثر مناطق البلاد كثافة سكانية بعد دونيتسك، كما تحتضن مدينة دنيبرو التي تعد رابع أكبر مدينة في أوكرانيا نحو مليون نسمة قبل اندلاع الحرب، هذه المنطقة كذلك مشهورة بصناعاتها المتطورة التي تشمل إنتاج الصلب والفحم وبناء الآلات ما يجعلها من الأعمدة الصناعية الأساسية في البلاد، هذا التأثير يتضاعف مع وجود بحيرة نهر دنيبرو التي توفر حاجزًا طبيعيًا قويًا يعقد أي محاولات للتقدم العسكري الروسي.

موقف القوات العسكرية بالقرب من دنيبروبتروفسك

رغم التصريحات الروسية التي تشير إلى تقدم قواتها تجاه حدود دنيبروبتروفسك الإدارية، فإن المعطيات على الأرض تؤكد بقاء القوات الروسية على بعد يتجاوز 140 كيلومترًا عن مدينة دنيبرو، وتشير تقديرات حديثة إلى اقتراب القوات الروسية لمسافة كيلومترين فقط عن حدود المنطقة، ولكنها لم تتمكن حتى الآن من اختراق أي جزء داخل المنطقة، وتعمل القوات الأوكرانية على تعزيز دفاعاتها في المناطق المتاخمة لدونيتسك ومواجهة المحاولات الروسية التي تستهدف المناطق المجاورة لدنيبروبتروفسك.

الهدف من وراء التحركات الروسية في دونيتسك ودنيبروبتروفسك

تكمن خلفية التحركات الروسية بالقرب من دنيبروبتروفسك في السعي لتحقيق مكاسب رمزية واستراتيجية؛ فمنطقة دنيبروبتروفسك ليست مجرد منطقة استراتيجية أو صناعية بل تُعتبر أيضًا قلبًا حيويًا لدعم العمليات العسكرية الأوكرانية وهذا يجعلها هدفًا مغريًا لأي عمليات عسكرية روسية، وتستمر أوكرانيا في التركيز على صد الهجوم وعرقلة التقدم الروسي لأي مناطق داخل حدودها.

التأثيرات المحتملة على الوضع الميداني

لا شك أن التوترات المستمرة على حدود دنيبروبتروفسك تجعل هذا الصراع أكثر تعقيدًا، فمع سعي القوات الروسية للتقدم تظل المنطقة حاجزًا منيعًا أمام التحركات الروسية بفضل الحواجز الطبيعية كبحيرة نهر دنيبرو التي تصعّب العمليات الهجومية، إضافة إلى القدرات الدفاعية الأوكرانية المتمركزة بها، ومع استمرار هذا النزاع، يبدو أن منطقة دنيبروبتروفسك ستبقى محورًا لتطورات مستقبلية مهمة في المشهد الإقليمي لهذا الصراع بين روسيا وأوكرانيا.