«تحرك عاجل» ماكرون يدعو لإنقاذ المحيطات ويعلن تنفيذ معاهدة بحرية هامة

يشكل حماية المحيطات والمحافظة على البيئة البحرية تحديًا عالميًا يتطلب عملًا مشتركًا من كافة الدول، فقد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات على أهمية حشد الجهود الدولية لتحقيق هذا الهدف، مشددًا على ضرورة حماية المحيطات وتنفيذ معاهدة أعالي البحار بشكل فعّال قريبًا، وهذا المؤتمر يُعد منصة هامة لتعزيز التعاون للتنمية المستدامة والبيئة البحرية.

ماكرون يدعو إلى حشد الجهود لإنقاذ المحيطات

خلال كلمته الافتتاحية، شدد ماكرون على أن ارتفاع حرارة الأرض يؤثر بشكل سلبي واضح على المحيطات، مؤكدًا أن هذه التغيرات المناخية ليست آراءً قابلة للنقاش لكنها قضايا علمية مثبتة، كما أوضح آفاق تأثير التغير المناخي على التنوع البيولوجي في البحار، ويستهدف المؤتمر تعزيز جهود الدول في مواجهة هذه التحديات البيئية والمعالجة المستدامة للموارد البحرية لضمان استمرار الحياة البحرية وضمان مستقبل الكوكب.

تنفيذ معاهدة أعالي البحار وأهداف التنمية المستدامة

تعتبر معاهدة أعالي البحار أحد العناصر الرئيسية لحماية المناطق البحرية خارج الحدود الوطنية، وقد أعلن ماكرون أن دخول هذه المعاهدة حيز التنفيذ يقترب مع تصديق أكثر من 50 دولة عليها، كما أشار إلى التزام 15 دولة إضافية بالانضمام قريبًا، مما يمثل خطوة محورية نحو الوصول إلى العدد المطلوب وهو 60 دولة، هذا الالتزام الدولي المشترك يعزز من الجهود لتحقيق الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالحفاظ على البحار واستخدام الموارد البحرية بشكل مستدام.

الدور المشترك لفرنسا وكوستاريكا في مؤتمر المحيطات

يُعقد مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات هذا العام في مدينة نيس الفرنسية بجهود مشتركة بين فرنسا وكوستاريكا، ويستمر حتى 13 يونيو، تأتي هذه الشراكة لتعزيز الجهود الدولية والتعاون لمجابهة المشاكل التي تواجه المحيطات، حيث تضع فرنسا وكوستاريكا هدفًا مشتركًا يتمثل في تحقيق التوازن بين حماية الموارد البحرية والتنمية المستدامة، من خلال هذا الحدث العالمي تُبرز الدول ضرورة العمل المشترك لضمان سلامة المحيطات والتنوع البيولوجي في المستقبل.

إجراءات المجتمع الدولي لحماية المحيطات

يشدد المؤتمر على اتخاذ الدول خطوات عاجلة وفعالة لضمان حماية المحيطات، ويمكن تلخيص هذه الخطوات في النقاط التالية:

• تنظيم الأنشطة البشرية في أعالي البحار من خلال معاهدة أعالي البحار
• الامتثال لاتفاقيات حماية التنوع البيولوجي البحري
• تعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي لتحسين فهم تأثير التغير المناخي على المحيطات
• تصعيد الجهود الدولية لتعزيز السياسات البيئية المستدامة المتعلقة بالمحيطات

من خلال هذه الجهود المشتركة، يهدف المجتمع الدولي إلى مساعدة المحيطات في استعادة توازنها الطبيعي وتقليل آثار الأنشطة البشرية الضارة التي تؤثر على الموارد البحرية والأحياء البحرية.

أهمية مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات

يمثل مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات فرصة قيّمة لتعزيز الوعي العالمي تجاه قضايا حماية المحيطات والبحث عن حلول مبتكرة لضمان الاستدامة البحرية، حيث يجمع هذا المؤتمر خبراء وقادة عالميين للبحث في قضايا مهمة مثل التغير المناخي وارتفاع حرارة المياه البحرية، إضافة إلى ذلك، يعطي المؤتمر أولوية لصياغة سياسات تتماشى مع مبادئ الحفاظ على المصادر الطبيعية دون الاستهلاك الزائد أو الإضرار بالتوازن البيئي.