«مفاجأة سعيدة» تراجع أسعار الذهب هل يستمر الانخفاض قريبًا

شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا خلال التعاملات المبكرة اليوم الإثنين حيث انخفض الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل تحسن المزاج العام للأسواق العالمية، ويأتي هذا التراجع متزامنًا مع تفاؤل الأسواق بشأن تخفيف حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، كما أن البيانات القوية عن الوظائف الأمريكية قلصت التوقعات المتعلقة بخفض أسعار الفائدة، وهو ما أسهم في الضغط على أسعار الذهب.

تراجع أسعار الذهب وتأثرها بالأسواق العالمية

سجلت أسعار الذهب انخفاضًا في المعاملات الفورية بنسبة 0.1%، ليستقر السعر عند 3310.68 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 04:00 صباحًا بتوقيت غرينتش، وفي الوقت نفسه، شهدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب تراجعًا أكبر نسبته 0.5% لتسجل 3330.10 دولارًا، كما تتجه أنظار المستثمرين إلى اجتماع مرتقب في لندن يجمع مسؤولين أمريكيين وصينيين في محاولة لإنهاء التوترات المستمرة بالنزاع التجاري بين القوتين الاقتصاديتين.

تأثير المفاوضات التجارية الأمريكية الصينية على أسعار الذهب

يفرض النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين ضغطًا كبيرًا على الأسواق العالمية، وتتمثل الآمال في أن ينجح كبار مسؤولي البلدين في الاجتماع المرتقب لإنهاء الجمود، وفقًا لكيلفن وونغ، كبير محللي السوق لدى “أواندا”، فإن المتداولين ما زالوا حذرين في اتخاذ قراراتهم، حيث ينتظرون وضوح نتائج المحادثات، وأضاف وونغ أن أي اتفاق مستقبلي قد يساعد في تقليل التوتر لكنه قد لا ينهي المشكلة بالكامل، كما أن تصاعد تكلفة الأعمال في الولايات المتحدة واستمرار العجز المالي يزيد من احتمالية الضغوط التضخمية التي تؤثر بدورها على أسعار الذهب.

التحليل الفني لأسعار الذهب

من الناحية الفنية، يرى محللو الأسواق أن أسعار الذهب الفوري تميل لاختبار مستوى الدعم عند 3296 دولارًا للأوقية، وإذا تم كسر هذا الدعم، فقد نشهد هبوطًا تدريجيًا نحو مستوى 3262 دولارًا، الأوضاع الاقتصادية وأسعار الفائدة تظل عاملاً رئيسيًا في تحديد حركة السوق القادمة، ولا تزال توقعات السياسات النقدية تمثل هاجسًا كبيرًا للمستثمرين.

العوامل المؤثرة في أسعار الذهب

• التحسن الاقتصادي في الولايات المتحدة أدى إلى تقليل رهانات خفض الفائدة.
• البيانات القوية عن الوظائف غير الزراعية دعمت استقرار معدل البطالة وارتفاع الأجور.
• زيادة احتياطيات البنك المركزي الصيني من الذهب للشهر السابع على التوالي تعزز أهمية المعدن النفيس في السياسات الاقتصادية الآسيوية.
• الضبابية السياسية العالمية تؤثر مباشرة على قرار المستثمرين بشأن الذهب كملاذ آمن.

تحركات المعادن النفيسة الأخرى

إلى جانب الذهب، سجلت المعادن الثمينة الأخرى تحركات متباينة، حيث استقرت أسعار الفضة عند مستوياتها لتسجل 35.98 دولارًا للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.1% ليبلغ سعره 1170.89 دولارًا للأوقية، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.4% ليسجل 1042.52 دولارًا، وتعتبر هذه التحركات مؤشراً على تغير ثقة الأسواق تجاه المعادن النفيسة بصفة عامة.

الذهب كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية

لطالما ارتبط الذهب بمثابة أداة استثمارية تحمي من تداعيات الضبابية الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم، وتشير التقارير إلى استمرار تفضيل الاقتصادات الكبرى مثل الصين لتعزيز احتياطياتها من الذهب كوسيلة للحفاظ على استقرار اقتصادي طويل الأجل، في ظل المخاوف المتعلقة بالديون العالمية والتغيرات في السياسة النقدية لكبرى الدول.