«سر غامض» كسوة الكعبة تُرفع 3 أمتار يوم عرفة لماذا؟

تُعد الكعبة المشرفة رمزًا دينيًا عظيمًا وقبلةً لجميع المسلمين في مختلف بقاع العالم، ومن أبرز ما يميزها كسوتها السوداء المطرزة بآيات قرآنية، التي تُصنع سنويًا خصيصًا من أجود أنواع الحرير، وخلال موسم الحج يتم رفع كسوة الكعبة 3 أمتار عن الأرض يوم وقفة عرفة، وهو إجراء يرمز إلى عدة معانٍ روحية وتنظيمية تعبر عن قدسية هذه الشعيرة الإسلامية العظيمة.

لماذا يتم رفع كسوة الكعبة 3 أمتار عن الأرض؟

يُنفَّذ هذا الإجراء بشكل خاص خلال موسم الحج، حيث تعكس عملية رفع الكسوة أهدافًا متعددة تجمع بين الأسباب الشرعية والتنظيمية، وذلك عبر عدة دلالات تشمل الحفاظ على قدسية الكعبة والطابع الجمالي والتنظيمي لهذا الطقس، ومن أبرز أسباب رفع الكسوة ما يلي:

• الحفاظ على نظافة الكسوة: يتوافد الملايين من الحجاج حول الكعبة، ما يجعل رفع الكسوة ضروريًا لمنع تلوثها بالأتربة أو الأوساخ، خاصة مع كثرة حركة الزوار والطواف المتكرر.
• منع العبث بالكسوة: كان في الماضي بعض الحجاج يأخذون أجزاء من الكسوة للتبرك بها، مما كان يتسبب في تلفها، لذا يتم رفعها لحمايتها من أي عبث غير مرغوب فيه.
• تسهيل تغيير الكسوة: يتم رفع الكسوة لتسهيل تركيب الكسوة الجديدة في يوم عرفة، حيث تصبح عملية الإزالة والتثبيت أكثر تنظيمًا وسلاسة.
• رمز للطهارة والتجديد: يعبر رفع الكسوة عن مفهوم الطهارة والنقاء المرتبط بموسم الحج، ويوحي بتجديد نية الحجاج للتوبة والقرب من الله في واحدة من أعظم الأيام المباركة.

مراحل إعداد ورفع كسوة الكعبة

تمر عملية إعداد ورفع الكسوة بعدة خطوات دقيقة ومنظمة، تبرز العناية البالغة التي تُولى للكعبة المشرفة لتكون بأبهى حلة في مواسم الحج، وتشمل هذه المراحل ما يلي:

• تصنيع الكسوة الجديدة: يتم إنتاج الكسوة داخل مصنع الملك عبد العزيز في مكة المكرمة بأعلى المعايير، حيث تُنسج من الحرير الأسود وتطرز بخيوط مطلية بالذهب تحمل آيات القرآن الكريم وشعارات دينية مميزة.
• نزع الكسوة القديمة: يتم إزالة الكسوة السابقة بعناية فائقة، ومن ثم تُقسم إلى أجزاء صغيرة تُوزع كهدايا تذكارية رمزية للحجاج والمسؤولين والزوار.
• رفع الكسوة الجديدة: تُثبَّت الكسوة الجديدة في يوم عرفة، ويتم رفعها على ارتفاع 3 أمتار من الأرض لتوفير حماية أكبر والحفاظ على سلامتها.

أهمية رفع كسوة الكعبة من الناحية الرمزية

تمثل عادة رفع الكسوة جزءًا مهمًا من شعائر الحج، فهي تعبر عن مزيج من الجانب العملي والديني، إذ تُبقي على رونق الكعبة وجمالها وتحفظ قدسيتها، كما أنها تشير إلى استعداد الحجيج للبدء في موسم خاص بالسمو الروحي والطاعة الخالصة لله، ويجسد هذا المشهد حرص المسلمين على الإعزاز والتقدير لأهم مقدس في الإسلام.