«تراجع مفاجئ» الذهب يتأثر بالبيانات الاقتصادية وتقلص آمال خفض الفائدة

انخفضت أسعار الذهب بشكلٍ ملحوظ بالتزامن مع صدور بيانات اقتصادية أمريكية قوية، حيث أثرت هذه البيانات على توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وأدى ذلك إلى تراجع سعر الذهب الفوري والعقود الآجلة بشكل ملحوظ، بينما سجلت الفضة مستويات جديدة لم تشهدها منذ أكثر من عقد.

الذهب ينخفض بسبب البيانات الاقتصادية الأمريكية

تراجعت أسعار الذهب مع الإعلان عن تقرير الوظائف الأمريكي الذي فاق التوقعات، حيث أظهر التقرير زيادة في عدد الوظائف غير الزراعية بما مجموعه 139 ألف وظيفة خلال مايو، وهو رقم أعلى من المتوقع، كما استقرت معدلات البطالة عند 4.2%، ما يعكس صحة سوق العمل الأمريكي، هذه البيانات دفعت خبراء الاقتصاد لتوقع بقاء أسعار الفائدة ثابتة لفترة أطول، مما قلل من الضغوط التضخمية على الاقتصاد.
بلغ سعر الذهب الفوري نحو 3316.13 دولارًا للأوقية بانخفاض قدره 1.1%، فيما تراجعت العقود الآجلة بنسبة 0.8%، وقد أثرت هذه التطورات على الكميات الكبيرة المتداولة من هذه المعادن، خاصة مع تقلص فرص خفض الفائدة المستقبلي من قبل الفيدرالي، وهو ما أكده محللون بارزون في الأسواق.

تحركات الفضة والبلاتين تدعم تباينات الأسواق

شهدت أسعار الفضة تحركات مثيرة، حيث سجلت ارتفاعًا بنسبة 0.5% لتصل إلى 35.96 دولارًا للأوقية، قبل أن تتراجع بشكل طفيف، هذه التقلبات تعكس حركة المضاربات المستمرة في الأسواق، حيث استفادت الفضة من حالة ضعف أدائها النسبي مقارنة بالذهب خلال الفترات السابقة، كما واصل البلاتين والبلاديوم تحقيق مكاسب ملحوظة بفعل الطلب الصناعي المتزايد ودعم التحركات الأسبوعية لكلا المعدنين.
وبالرغم من حالة عدم اليقين السياسية والتجارية، فإن هناك بوادر إيجابية على إمكانية إنهاء النزاعات الجمركية بين الصين والولايات المتحدة، وهو ما قد يشكل دعمًا لمعظم الأسواق.

أداء الأسهم الأمريكية والأوروبية الإيجابي

في الوقت الذي شهد الذهب انخفاضًا، ارتفعت الأسواق العالمية بقيادة الأسهم الأمريكية التي حققت مكاسب مبهرة، حيث حقق مؤشر داو جونز، وستاندرد آند بورز، وناسداك مكاسب قوية بعد صدور تقرير الوظائف الإيجابي، وقد ساعدت هذه المكاسب على دعم الأصول المدرة للعوائد مثل الأسهم، مما أضاف مزيدًا من الضغط على المعادن الثمينة مثل الذهب.
أما في أوروبا، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية بدعم من بيانات التوظيف الأمريكية وتراجع المخاوف التجارية، إذ سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تقدمًا ملحوظًا، كما ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي مع استمرار حالة التفاؤل النسبي بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي.

الدولار وعوائد السندات وتأثيرها على الذهب

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي مدعومًا بتوقعات عدم خفض الفائدة، ما أدى إلى تعزيز جاذبيته مقابل العملات الأخرى، كما أسهم انتعاش عوائد سندات الخزانة الأمريكية في زيادة الضغط على أسعار الذهب، حيث وصلت عوائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات إلى مستويات مرتفعة جديدة، مما جعل الذهب أقل تنافسية مقارنة بالأصول ذات العائد الثابت.
ومع ذلك، يحتفظ الذهب بوظيفته كأداة تحوط طويلة الأذى، إلى جانب أصول أخرى مثل الين الياباني، التي تُعتبر وجهة رئيسية في أوقات الاضطرابات الاقتصادية، مما يساعد على استقرار أدائه في بعض المواقف.