رغم تذبذب الأسعار، الصين تواصل زيادة احتياطيات الذهب للشهر السابع

رغم التغيرات المستمرة في أسعار الذهب عالميًا، أعلنت الصين عن زيادة احتياطياتها من المعدن النفيس للشهر السابع على التوالي، حيث يعمل بنك الشعب الصيني على تعزيز مخزونه كجزء من استراتيجيات التنويع المستمرة، وقد أشارت البيانات الرسمية إلى أن البنك المركزي أضاف حوالي 60 ألف أونصة تروي خلال شهر مايو 2025، ليصل إجمالي احتياطيات الذهب إلى 73.83 مليون أونصة.

زيادة احتياطيات الذهب

مع استمرار التركيز على دعم أصولها الاستراتيجية، تعد الصين واحدة من أبرز الدول التي تعزز احتياطياتها من الذهب خلال السنوات الأخيرة، ويأتي هذا التوجه في ضوء التقلبات الحالية التي تشهدها الأسواق العالمية، حيث سجلت البنوك المركزية الكبرى، بما فيها بنك الشعب الصيني، عمليات شراء منسقة للذهب بهدف تعزيز استقرار الأصول وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، كما أن هذه الخطوة تسهم في رفع أسعار السبائك عالميًا بصورة غير مسبوقة، وزادت الجهات السيادية مشترياتها من الذهب بما يقارب 80 طنًا متريًا شهريًا، وهو ما يعادل نحو 8.5 مليار دولار وفقًا لتقديرات محللي بنك “غولدمان ساكس”.

أسعار الذهب وتقلب الأسواق

شهدت الأسواق العالمية خلال الأشهر السابقة ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار السبائك، ما يعكس تغييرات في الاستراتيجيات الاستثمارية للبنوك المركزية والمستثمرين على حد سواء، وتعتبر الصين مثالًا واضحًا على هذا التحول، حيث عززت استثماراتها في الذهب وسط تصاعد النزاعات التجارية وضعف الثقة في الأصول الأمريكية، كما أن توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة، بما في ذلك الذهب، عزز استقرار أسعاره رغم تراجعها النسبي بفعل هدوء التوترات العالمية مؤخرًا.

النزاعات التجارية وتوجه الصين

التحولات العالمية في أسواق المعادن لا تتوقف عند الذهب فقط، فالقلق المتزايد حول مستقبل العلاقات التجارية بين الدول الرئيسية، وخاصة بين الصين والولايات المتحدة، دفع بكين إلى الموافقة على تصدير المعادن النادرة لبعض القطاعات الاستراتيجية، حيث أعلنت وزارة التجارة الصينية عن خطط تهدف إلى مراجعة طلبات التصدير وتعزيز التدفقات إلى الأسواق الأوروبية وقطاع السيارات الأمريكية، هذا القرار يأتي في ظل المناقشات المكثفة بين الطرفين، حيث من المقرر أن تستأنف المفاوضات التجارية قريبًا لحل النزاعات المستمرة بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر عالميًا.

أهمية المعادن النادرة

المعادن النادرة تلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في السياسات الاقتصادية للصين، حيث تسعى إلى الحفاظ على موقعها كأكبر مزود لهذه الموارد الحيوية عالميًا، وتشمل هذه المعادن عناصر أساسية تُستخدم في تصنيع الروبوتات، الأجهزة التكنولوجية المتقدمة، والمركبات الكهربائية، وفي خطوة لافتة، منحت الصين تراخيص تصدير مؤقتة لعدد من الموردين لتلبية احتياجات السوق الأمريكية والأوروبية، بينما أكدت وزارة التجارة حرصها على تحقيق التوازن بين الطلب العالمي والاحتياجات الداخلية، خاصة في القطاعات التقنية المتطورة.

زيادة الطلب العالمي

مع تزايد الطلب العالمي على المعادن والموارد الطبيعية مثل الذهب والمعادن النادرة، باتت المنافسة شديدة بين الاقتصادات الدولية لضمان الوصول إلى هذه الموارد، من المؤكد أن الاستثمارات المستمرة في الذهب والمعادن الأخرى تمنح الصين تفوقًا استراتيجيًا، حيث تستفيد بكين من التغيرات الاقتصادية العالمية لتعزيز نفوذها وموقعها الريادي في أسواق المعادن العالمية.