«تهنئة العيد» حكم قول كل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك في الأعياد

حكم قول “كل عام وأنتم بخير” و”عيدكم مبارك” في الأعياد هو من الموضوعات التي تشغل اهتمام المسلمين بالتزامن مع الاحتفال بمواسم الخير والأعياد الإسلامية، وقد أوضحت الجهات الشرعية في أكثر من مناسبة أن هذا النوع من التهنئة محبب ومستحب لأنها تحمل معانٍ عميقة من الدعاء والتمني بالخير، وتهدف إلى إشاعة أجواء السعادة والمحبة بين الناس.

حكم قول “كل عام وأنتم بخير” و”عيدكم مبارك”

كلمة “كل عام وأنتم بخير” هي إحدى العبارات التي اعتاد عليها الناس لتهنئة بعضهم البعض خلال الأعياد الدينية والمناسبات السعيدة، وهي وإن كانت تحمل صيغة خبرية، إلا أن جوهرها الحقيقي دعائي، فهي بمثابة تقديم أماني طيبة بعام مزدهر مليء بالبركات، وينطبق الحال أيضاً على عبارة “عيدكم مبارك”، حيث يقصد بها الدعاء بجعل هذا العيد مباركاً على الشخص في أموره الدينية والدنيوية، وبهذا تجتمع مثل هذه الأقوال على الخير وتحفيز الآخرين على تبادل المحبة والدعاء.

الدعاء كأصل للتهنئة في الأعياد

تهنئة الأعياد يعود أصلها الشرعي إلى الدعاء الذي ورد الحث عليه في القرآن والسنة، حيث قال الله تعالى ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، إلى جانب مواضع أخرى كثيرة تشير إلى أهمية الدعاء كعمل يجلب الرحمة والخير، وقد أوضح العلماء أن التهنئة بعبارات مثل “كل عام وأنتم بخير” و”عيدكم مبارك” تقع ضمن إطار الدعاء الشرعي المقبول الذي يعزز روابط الأخوة بين المسلمين، كما أن شيوع هذه التهاني يحمل معانٍ إيجابية تجعلها مستحبة اجتماعياً أيضاً.

مشروعية التهنئة في الشرع الإسلامي

التهنئة بعبارات معينة في الأعياد تعد جزءاً من العادات الإسلامية التي تُثري العلاقات الاجتماعية وتقوّي أواصر المحبة، حيث رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو للمسلمين في المناسبات المختلفة، من أمثلة ذلك التهنئة عند إتمام الحج أو عند الإفطار بعد الصوم، وهذه العادات البنّاءة تجعل التهاني ذات صبغة شرعية مستحبة، خاصة أنها تدور في نطاق الكلمات الطيبة والدعوات الصالحة التي يثاب الإنسان عليها في ميزانه الحسناتي.

الرد على شبهة التشبه بالكفار

هناك من يدّعي بأن التهنئة بالأعياد والمناسبات تشبه بالكفار، إلا أن هذا القول غير سديد، فقد بين العلماء أن التشبه المنهي عنه هو ما يقع في نطاق العقائد والطقوس الدينية التي تخالف الشريعة، أما الأفعال أو الأقوال الطيبة التي تتماشى مع قيم الإسلام ولا تتعارض معه فإنها مستحبة ومرغوبة، وعبارات التهنئة مثل “كل عام وأنتم بخير” هي جزء من هذه الأفعال التي لا تحمل أي دلالة مخالفة، بل تزيد من الألفة بين الناس.

التهنئة تعبر عن سعادة مشروعة

تأتي تهاني الأعياد كجزء من السعادة المشرعة التي يحملها الإسلام للمجتمع، فتبادل التهاني يدخل السرور إلى القلوب ويشيع أجواء من الحب والوئام، وينطبق الأمر على دعاء المسلم لأخيه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إِذَا دَعَا الْمُسْلِمُ أَخَاهُ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قَالَ الْمَلَكُ الموكَّلُ: آمِين ولك بمثل”، مما يدل على قيمتها العالية في تعزيز العلاقة بين الأفراد وإبقاء المحبة متجددة بينهم.