«حقيقة مذهلة» زيارة القبور أيام العيد هل تجدد الأحزان؟

تعتبر زيارة القبور في أيام العيد من الأمور المستحبة شرعًا، وقد أشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن هذه الزيارة تحمل في طياتها معاني التذكر بالآخرة والزهد في الدنيا، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة”، وهذا دليل على أهمية التأمل والعبرة التي تُستخلص عند زيارة المقابر في أي وقت، بما في ذلك أيام العيد.

حكم زيارة القبور في العيد

أوضحت دار الإفتاء أن زيارة القبور سنة نبوية مشروعة، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور القبور في مناسبات وأوقات مختلفة، كما في مناسبات العيد، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر بالمقابر في طريقه إلى الصلاة أو أثناء التنقل في أيام العيد، فزيارة القبور في هذه المناسبة تعزز الشعور بالرهبة والتأمل في عظمة الله، بالإضافة إلى تعزيز الروابط الروحية مع موتى المسلمين، لذا فإن ذلك لا يتعارض مع فرحة العيد بل هي تذكير بالحقائق الكبرى.

زيارة القبور للتذكرة وليس لتجديد الأحزان

قد يشير البعض إلى أن زيارة القبور في العيد تسبب الحزن أو تجديد مشاعر الفقد، إلا أن دار الإفتاء بينت أن هذا التصور غير دقيق، إذ إن الهدف من زيارة القبور ليس إثارة الحزن ولكن استحضار التذكرة بالآخرة وإحياء الشعور بالصلة والوفاء، كما أن دعاء الزائر للميت يعطي سكينة للنفس ويضيف الشعور بالطمأنينة، فلا يُنظر إلى دموع الشوق كعلامة حزن وإنما كمظهر طبيعي من الحنين والتواصل الروحي.

فوائد زيارة القبور في العيد

زيارة القبور تحمل فوائد دينية ونفسية عديدة، سواء في أيام العيد أو غيرها، وهذه الفوائد تشمل:

  • التأمل في الآخرة والتفكر في مصير الإنسان
  • الدعاء للأموات والترحم عليهم، مما يعزز الروابط الإيمانية بين الأحياء والأموات
  • التذكرة بزوال الدنيا وضرورة العمل للآخرة
  • تعميق مشاعر الصبر والاحتساب بالوقوف عند قبور الأحباب والدعاء لهم

شروط زيارة القبور في العيد

لكي تكون زيارة القبور في أيام العيد مستحبة وتتفق مع تعاليم الشريعة، وضعت دار الإفتاء بعض الشروط التي ينبغي الالتزام بها:

  • زيارة القبور بروح التذكرة وليس للندب أو البكاء المفرط
  • عدم القيام بتصرفات تخالف الآداب الشرعية مثل النواح أو الاعتراض على قضاء الله
  • الالتزام بالدعاء والتسليم لمجريات القدر مع الصبر واليقين
  • تجنب إساءة استخدام المناسبة لتحويلها إلى مجال للشكاوى أو القنوط

الأدلة النبوية على زيارة القبور حتى في الأوقات الفرحية

من الأمور التي تدعم مشروعية زيارة القبور في العيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه في مناسبات مليئة بالفرح كتأكيد على المعاني الروحية العميقة لهذه الزيارة، إذ زار قبر أمه خلال يوم فتح مكة، ووقف عنده يدعو الله طويلاً، مما يشير إلى أن زيارة القبور ليست محدودة بالمناسبات الحزينة فقط، بل يمكن القيام بها في أي وقت دون التضارب مع معاني السرور والفرح.

هل زيارة القبور في العيد مستحبة شرعًا؟

أكدت دار الإفتاء أن زيارة القبور في العيد مستحبة شرعًا وليس فيها ما يعارض فرحة العيد، بل تعكس حالة من الوفاء والاعتبار، كما أن الالتزام بآدابها والابتعاد عن المخالفات يجعلها شعيرة مشروعة تهدف إلى التذكير بالعاقبة، وهي فرصة للتقرب من الله من خلال الدعاء للمتوفين وتذكر الحقائق الكبرى التي لا تتغير مع مرور الزمن.