«سباق الذهب» البنوك المركزية تتجه لشراء 1000 طن بحلول 2025

يشهد العالم توجهًا لافتًا للبنوك المركزية نحو زيادة احتياطاتها من الذهب، حيث أعلنت شركة “ميتالز فوكس” أن البنوك تقوم بخطوة فريدة على الصعيد المالي بشراء حوالي 1000 طن من الذهب خلال عام 2025، مما يأتي كامتداد لعام 2024 الذي سجل أكبر عمليات شراء تاريخية للذهب. وقد أثارت هذه الحركات اهتمامًا واسعًا، إذ تعبر التوجهات العالمية الحالية عن تعديل استراتيجيات الاحتياطات بعيداً عن الدولار الأمريكي.

البنوك المركزية تشتري 1000 طن من الذهب: أسباب واستراتيجيات

بحسب الأرقام، شهدت البنوك المركزية زيادة ملحوظة في مشترياتها من الذهب في السنوات الماضية، فمثلاً خلال عام 2024، تم شراء 1045 طنًا من المعدن النفيس، وهو رقم قياسي للغاية. وكانت دول بارزة في هذا السياق مثل بولندا التي أضافت 90 طنًا، وتركيا التي اشترت 75 طنًا، في حين جاءت الهند بـ73 طنًا، وأعلنت الصين عن شراء 44 طنًا. هذا التوجه يعكس توجهًا متصاعدًا نحو الاستفادة من الذهب كأصل استثماري آمن وسط التقلبات في الأسواق العالمية والاضطرابات المتعددة التي تشهدها الساحة الاقتصادية والجيوسياسية.

توقعات أسعار الذهب وتأثير الشراء المكثف

شهد سعر الذهب بالفعل خلال العام الحالي ارتفاعًا كبيرًا بنسبة تجاوزت 26%، بينما تشير التوقعات إلى المزيد من الارتفاعات التي قد تدفع الأسعار إلى مستويات تتراوح بين 3700 و4000 دولار للأونصة، بحسب تقديرات البنوك الاستثمارية. ويرجع ذلك جزئيًا إلى الصدمات الكبرى التي أصابت النظام المالي العالمي، مثل تجميد أصول روسية بقيمة 300 مليار دولار في عام 2022. هذه الأحداث دفعت الدول إلى إعادة النظر في اعتمادها الكلي على الدولار الأمريكي، مع البحث عن بدائل أكثر أمانًا.

دوافع الشراء الاستباقية للبنوك المركزية

إن التحركات الراهنة نحو المزيد من الذهب ليست عشوائية، بل تأتي استجابة لسلسلة من العوامل المؤثرة على النظام المالي العالمي. يمكن إيجاز أبرز هذه الدوافع فيما يلي:

• التقلبات الاقتصادية والتغيرات السياسية الجذرية
• أحداث جيوسياسية حادة أثرت سلبًا على استقرار الأسواق العالمية
• التراجع في الاعتماد على الدولار الأمريكي كعملة احتياطية
• ارتفاع قيمة الذهب مع استمرار ضعف الديناميكيات التقليدية للعرض والطلب

الوضع الحالي لتوزيعات الذهب عالميًا

مما سبق، يمكن ملاحظة أن البنوك المركزية قامت بتغيير جذري في مخرجاتها وتوجهاتها الاقتصادية عبر الاعتماد المكثف على شراء الذهب في مواجهة الأوقات الاقتصادية المتغيرة. كما تظهر الظروف الحالية أن الذهب سيظل محتفظًا بدوره كملاذ آمن تتوجه إليه الأنظمة المالية العالمية لمواجهة الصدمات القادمة.