“شنو معنى جلحة؟.. فيديو أم توصف بنتها بكلمة غريبة يشعل مواقع التواصل ويثير الجدل

تفاعل واسع يشهده الشارع العراقي على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول فيديو صادم ظهرت فيه أم عراقية تصف ابنتها الصغيرة بكلمة “جلحة” خلال مقابلة تلفزيونية؛ الأمر الذي أثار موجة غضب وانتقادات واسعة بين المستخدمين الذين اعتبروا هذا التصرف شكلاً من أشكال التنمر الأسري الذي يترك آثارًا نفسية خطيرة على الأطفال.

معنى جلحة بالعراقي وتأثير الكلمة على الأطفال

كلمة “جلحة” باللهجة العراقية تُستخدم لوصف شخص بأنه غير جميل أو قبيح؛ وهي من المصطلحات التي تحمل طابعًا سلبيًا جارحًا، وقد أدت هذه الكلمة في الفيديو المتداول إلى إثارة موجة من التعاطف مع الطفلة التي بدت حزينة ومتأثرة بما قيل عنها أمام الكاميرا؛ لم تكتفِ الأم بإطلاق الوصف، بل قامت أيضًا بإبعاد الطفلة عن الكاميرا في مشهد وصفه كثيرون بالمؤلم والمُهين للكرامة الإنسانية.

يتفق خبراء علم النفس أن الكلمات الجارحة من الوالدين، مثل كلمة “جلحة”، قد تترك أثرًا طويل المدى في نفسية الطفل؛ إذ تؤثر على ثقته بنفسه وشعوره بالحب والانتماء، وتزيد من احتمالية إصابته بمشكلات نفسية في المستقبل مثل الخجل الاجتماعي أو اضطرابات الهوية.

ردود فعل غاضبة من العراقيين على الفيديو المتداول

أثار الفيديو تفاعلًا واسعًا عبر منصات التواصل مثل فيسبوك وتيك توك وإكس؛ حيث عبر المستخدمون عن صدمتهم وغضبهم من المشهد، واعتبروا أن وصف الأم لابنتها بكلمة “جلحة” هو نوع من التنمر العائلي الذي لا يمكن السكوت عنه، وكتب العديد من المعلقين عبارات تُندد بالتصرف:

• الطفلة قد لا تنسى هذه اللحظة طيلة حياتها؛ وقد تتأثر نفسيًا بها بشدة
• هذا الأسلوب في التربية يهدم شخصية الطفل بدل أن يبنيها
• التنمر يبدأ من البيت؛ وكلمة “جلحة” جرح لا يُمحى بسهولة

كما طالب البعض القنوات الإعلامية بضرورة تدريب مقدمي البرامج على كيفية التعامل السريع مع مثل هذه الحالات لحماية كرامة الأطفال، وأكدوا أن السكوت عن الإساءة يزيد من تطبيعها في المجتمع العراقي.

حملات توعية لمكافحة التنمر الأسري في العراق

أدت الضجة التي أثارها مقطع الفيديو إلى دعوات مجتمعية تطالب بإطلاق حملات توعية عاجلة تسلط الضوء على مخاطر التنمر الأسري، وتوضح تأثير استخدام كلمات مثل “جلحة” على نمو الطفل وتكوينه النفسي، كما دعا ناشطون الجهات الإعلامية إلى وضع مواثيق شرف إعلامي تُلزم الفرق التلفزيونية باحترام خصوصية الأفراد أثناء التصوير، خصوصًا عندما يكون الأمر متعلقًا بالأطفال.

1. إطلاق برامج توعوية موجهة للأهالي لتعريفهم بخطورة التنمر اللفظي
2. تدريب المذيعين على التدخل السريع لحماية الأطفال في المقابلات المباشرة
3. سن قوانين تحظر الإساءة النفسية للأطفال في وسائل الإعلام

وفي خضم هذا النقاش المجتمعي، أعاد تداول الكلمة المفتاحية “جلحة” إلى الواجهة مسألة المسؤولية التربوية للأسرة، والحاجة إلى تعزيز ثقافة الاحترام والوعي النفسي داخل البيوت العراقية؛ إذ تشير دراسات عديدة إلى أن الكلمات التي يسمعها الطفل في صغره تشكل جزءًا كبيرًا من صورته الذاتية لاحقًا.