خسائر ضخمة لأسهم تسلا تصل إلى 150 مليار دولار بسبب خلاف غير متوقع بين ترامب وماسك

في الأيام الأخيرة، حدثت تطورات اقتصادية هامة أثرت على أسهم شركة تسلا، وهذا نتيجة الخلافات السياسية الحادة بين دونالد ترامب وإيلون ماسك، حيث تراجعت قيمة أسهم الشركة بشكل كبير، ما أثّر سلبًا على القيمة السوقية وأثار مخاوف واسعة في أوساط المستثمرين، هذا التوتر انعكس بشكل واضح على مستقبل السوق وخطط الشركة في تعزيز مكانتها في صناعة السيارات الكهربائية.

تراجع أسهم تسلا وأثره على السوق

شهد سهم تسلا انخفاضًا بنسبة 14% عقب تصاعد الخلاف بين ترامب وماسك، مما أدى إلى خسائر قيمتها 150 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة، كما تأثرت أسهم “ديستني تك 100″، وهو صندوق استثماري يمتلك حصة كبيرة في “سبيس إكس”، حيث هبطت بنسبة 13%، ووصف المحللون هذه الخلافات بأنها “مشاجرة طفولية” بين خصمين سابقين، وهو ما انعكس على ثقة المستثمرين الذين توقعوا دعمًا من ترامب لشركات ماسك.

انسحاب ماسك من فريق ترامب

قرر ماسك الانسحاب من عضويته في فريق ترامب تحت ضغط شديد من مساهمي تسلا، وقد بدأ في التعبير عن انتقاداته لسياسات ترامب، خاصة مشروع قانون الضرائب الجديد، الذي وصفه ماسك بأنه مثير للجدل، حيث يتضمن إلغاء الحوافز الضريبية لشراء السيارات الكهربائية، ما قد يكبد تسلا خسائر تصل إلى 1.2 مليار دولار، هذا القانون زاد من تعقيد العلاقة بين الطرفين وعزّز التوتر السياسي المحيط بالشركة.

المخاطر السياسية التي تواجه تسلا

أصبح النزاع بين ترامب وماسك مصدر قلق رئيسي داخل الأسواق، وفقًا للمحللين، حيث زادت المخاطر السياسية التي تواجهها الشركة، كما أشار بول ستانلي، أن هذا النزاع أثر بالسلب على السمعة وثقة المستثمرين، من جهة أخرى، اعتبرت إيرين تونكل أن قيمة تسلا مبالغ فيها مع تباطؤ النمو وزيادة المنافسة في صناعة السيارات الكهربائية، مقارنة بالشركات الناشئة الأخرى، بينما لجأ بعض المستثمرين إلى بيع الأسهم على المكشوف لتحقيق أرباح تجاوزت 4 مليارات دولار خلال هذا التراجع الكبير.

جهود تسلا في الذكاء الاصطناعي

في ظل هذه التحديات، تستعد تسلا لإطلاق خدمة الروبوتاكسي المبتكرة بمدينة أوستن، تكساس، منتصف يونيو، حيث تعتمد هذه المبادرة على تعزيز تقنيات القيادة الذاتية، وتقليل تدخل الإنسان أثناء القيادة، هذا المشروع يشير إلى حقبة جديدة من الابتكار لشركة تسلا، وفقًا لدان آيفز الذي يرى أن إطلاق الروبوتاكسي قد يعزز مكانة الشركة في منافسة قوية مع شركات مثل “وايمو” التابعة لشركة “ألفابت”، ويعد هذا الاختبار فرصة لإثبات قدرة تسلا على مواصلة ريادتها في السوق، رغم التوترات السياسية والاقتصادية.

أثر الأزمات على توقعات الشركة

يؤكد المحللون أن التحديات التي تواجهها تسلا حاليًّا تمثل اختبارًا حقيقيًا للمستثمرين، حيث تحتاج الشركة إلى تجاوز هذا التراجع عبر التركيز على تعزيز الابتكارات والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأشار آيفز إلى أن التعاون المستقبلي بين ماسك وترامب قد يعيد الأمور إلى استقرارها، لكن الوقت وحده كفيل بكشف مستقبل العلاقة بين الطرفين وأثرها على أداء الشركة في المستقبل.