لماذا نهى الرسول عن صيام يوم القر في الحادي عشر من ذي الحجة؟

اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، المعروف باسم يوم القر، يُعد من الأيام المباركة في التقويم الهجري ويتزامن مع ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وقد ورد في السنة النبوية نهياً صريحاً عن صيام هذا اليوم، حيث أوضح النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن أيام التشريق، والتي تشمل اليوم الحادي عشر، هي أيام أكل وشرب وذكر لله سبحانه وتعالى، لذا فإن الامتناع عن الصيام في هذا اليوم يأتي امتثالاً لتعاليم الرسول الكريم.

لماذا نهى الرسول عن صيام يوم القر

يُعتبر يوم القر أحد أيام التشريق الثلاثة، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، وقد نهى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن صيام هذه الأيام لنشر الفرح والسعادة وحث المسلمين على الاستمتاع بما أحله الله، فعن نبيشة الهذلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: “أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله”، ويأتي هذا النهي لتشجيع المؤمنين على القيام بالعبادات الأخرى من ذكر الله وشكره، كما أن الإسلام دين يسر ويراعي حاجة الإنسان إلى التغذية الجسدية والروحية.

ما سبب تسمية اليوم الحادي عشر بيوم القر

يرجع سبب تسمية اليوم الحادي عشر من ذي الحجة بيوم القر إلى استقرار الحجاج في منى بعد ازدحام يوم النحر لإتمام مناسك الرمي والطواف، وقد ذكر الدكتور علي جمعة أن هذا اليوم أطلق عليه هذا الاسم لأن الناس يقرّون فيه أي يستقرون بعد انتهاء جزء كبير من شعائر الحج، كما أن يوم القر يحمل أهمية روحية حيث يمضي الحجاج وقتهم في العبادة والذكر، مما يعزز روح الطمأنينة والسكينة في النفوس.

أعمال اليوم الحادي عشر من ذي الحجة

بخصوص الأعمال التي تتم في اليوم الحادي عشر، أوضحت دار الإفتاء أن الحجاج يُكملون شعائرهم بالمبيت في منى ورمي الجمرات الثلاث، حيث يتم رمي كل جمرة بسبع حصيات بالتتابع مع التكبير مع كل حصاة، ويبدأ الحجاج برمي الجمرة الأولى وهي أبعد نقطة عن مكة ثم الوسطى وأخيراً الجمرة الكبرى (جمرة العقبة)، كما يُستحب الوقوف للدعاء بعد رمي الجمرة الأولى والوسطى مع استقبال القبلة وعدم الوقوف بعد الجمرة الأخيرة، وتُعتبر هذه الأعمال من الشعائر التعبدية التي تغذي روح الإيمان.

أهمية أيام التشريق

أيام التشريق، بما في ذلك يوم القر، تُعتبَر أيام فرح وسرور للمسلمين وحجاج بيت الله الحرام، ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على الامتناع عن الصيام فيها والتمتع بالنعم التي أباحها الله، وهي أيضاً فرصة لمواصلة الذكر والدعاء في الأوقات المباركة، حيث يُمكن للمسلمين، سواء الحجاج أو غير الحجاج، أن ينتهزوا هذه الأيام لتعزيز علاقاتهم بالله بالذكر والاستغفار وتقديم الشكر على النعم المختلفة.

اليوم الشعائر
11 ذي الحجة (يوم القر) رمي الجمرات الثلاث، المبيت في منى، التكبير والدعاء