«تحديث جديد» الذهب ينخفض قليلاً لكنه يحافظ على مكاسبه رغم ضغط بيانات الوظائف

شهدت أسعار الذهب تراجعًا كبيرًا بنحو 1% يوم السبت، ويأتي هذا الانخفاض نتيجة بيانات الوظائف الأمريكية القوية التي أدت إلى تقليص التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وعلى الرغم من ذلك، واصلت أسعار الفضة صعودها لتصل إلى مستويات لم تشهدها منذ أكثر من 13 عامًا، ما يعكس حراكًا حيويًا في الأسواق.

تطور أسعار الذهب اليوم

انخفضت أسعار الذهب الفوري بنسبة 1.1% ليصل سعر الأونصة إلى 3,316.13 دولارًا، بينما سجلت العقود الآجلة تراجعًا بنسبة 0.8% ليصل سعرها إلى 3,346.60 دولارًا، على الرغم من هذا الهبوط، حافظ الذهب على مكاسب أسبوعية بنسبة 0.8%، وتعرضت أسعار الذهب لضغوط إضافية بعد أن أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية نمو عدد الوظائف بشكل أكبر مما كان متوقعًا، حيث زادت الوظائف بنحو 139 ألف وظيفة في مايو، مقارنة بتقديرات المحللين البالغة 130 ألف وظيفة فقط، أما معدل البطالة فبقي مستقرًا عند 4.2%، بما يتوافق مع التوقعات.

تأثير توقعات خفض الفائدة على أسعار الذهب

يرى خبراء اقتصاديون مثل إدوارد ماير من شركة “ماريكس” أن بيانات الوظائف القوية تستبعد احتمال خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة في المستقبل القريب، وهو عامل مؤثر يعزز الضغط على أسعار الذهب، ورغم تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بشكل أسبوعي، مما جعل الذهب أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى، إلا أن المعدن النفيس لم يتمكن من تحقيق مكاسب ملموسة مع اتساع التوقعات باستمرار تشديد السياسة النقدية.
أشار المحلل ألكسندر زومبفي من “هيراوس ميتالز” إلى أن الأحداث المترتبة على إعانات البطالة الضعيفة أثرت بصورة أكبر على الذهب مقارنة بالأحداث الجيوسياسية، مثل المحادثات الهاتفية بين الرئيس الأمريكي ترامب ونظيره الصيني.

ارتفاع أسعار الفضة والمعادن الأخرى

بينما تراجعت أسعار الذهب، ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.2% لتصل إلى 36.23 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى تصل إليه منذ عام 2012، كما ارتفع البلاتين بنسبة 2.7% مسجلًا 1,163.95 دولارًا، وهو الأعلى منذ مارس 2022، أما البلاديوم فحقق زيادة بنسبة 1.4% ليصل إلى 1,019.62 دولارًا للأونصة.
وصرح أولي هانسن من “ساكسو بنك” أن المستثمرين باتوا يتوجهون بشكل أكبر نحو الاستثمار في المعادن الأخرى خصوصًا الفضة والبلاتين التي لا تزال تعتبر أقل من قيمتها الحقيقية، ما يعكس اهتمام السوق بهذه المعادن الإستراتيجية بدلًا من الذهب.

تأثير الأوضاع الاقتصادية والسياسية

شهدت الأسواق العالمية ضغوطًا إضافية أثرت على الأداء العام للذهب، من ضمنها التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، حيث أجرى الرئيس ترامب اتصالًا بالرئيس شي جين بينج لمناقشة القضايا المرتبطة بالتجارة والمعادن الإستراتيجية، إلا أن الخلافات الجوهرية بين الدولتين بقيت قائمة، كما انعكست الخلافات المحلية بالولايات المتحدة على الأسواق، حيث هبطت مؤشرات وول ستريت إثر المناوشات العلنية بين ترامب والملياردير إيلون ماسك.