ترامب يدعو الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة فهل سيتجاوب؟

طالب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بإجراء خفض حاد في أسعار الفائدة بنحو 1%، مشددًا على أن تأخر اتخاذ هذا القرار يضع الاقتصاد الأمريكي في مأزق تنافسي؛ حيث أشار ترامب إلى أن أوروبا تتخذ خطوات جريئة بخفض الفائدة عشر مرات، فيما يظل الفيدرالي الأمريكي متمسكًا بسياساته النقدية الحالية التي وصفها ترامب بأنها غير ملائمة للوضع الاقتصادي العالمي.

ترامب يطالب الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة

تصريحات ترامب جاءت في سياق مطالبته المتكررة للاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بشكل كبير، مدعيًا أن الاقتصاد الأمريكي بحاجة إلى تحفيز إضافي يمكّنه من مواكبة النمو الاقتصادي الذي تشهده أوروبا، إذ يعتقد ترامب أن السياسات النقدية الحالية قد تلحق ضررًا بقدرة الولايات المتحدة على التنافس مع الاقتصاديات الكبرى الأخرى، كما أشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي أظهر تقدمًا لكنه بحاجة إلى سياسات مرنة لدعم هذا التقدم بشكل أكبر.

مخاوف من تأثير السياسات الاقتصادية

تثير تصريحات ترامب المخاوف بشأن تأثير السياسات الاقتصادية عامةً، خاصة مع تصاعد الانتقادات حول الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها على الواردات، حيث اعتبرها الخبراء عاملًا قد يزيد من تكاليف الإنتاج للشركات المحلية، مما قد ينعكس سلبًا على سوق العمل، إذ يتوقع البعض أن تؤدي هذه الضغوط إلى تسريح العمال أو تراجع فرص التوظيف مع استمرار الحذر بشأن بيانات الأداء الاقتصادي؛ حيث يشير الخبراء إلى أن الأرقام الرسمية لم تسجل حتى الآن تراجعًا ملحوظًا.

الاحتياطي الفيدرالي يرفض خفض الفائدة حاليًا

رغم الضغوط المستمرة، فإن محضر الاحتياطي الفيدرالي الأخير أشار إلى أنه لا توجد نية لخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، وذلك بسبب حاجة البنك لمزيد من البيانات الاقتصادية للتأكد من تأثير التضخم وسلوكيات السوق، كما يرى البنك أن صدمات العرض الأخيرة قد تُبقي السياسة النقدية مشددة لفترة أطول، وهو ما يتعارض مع دعوات ترامب المتواصلة لتغيير النهج الحالي؛ حيث تظل قرارات الفيدرالي مرتبطة بأداء الاقتصاد وليس تحت الضغوط السياسية.

لقاء ترامب مع جيروم باول

في لقاء جمع بين ترامب وجيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ناقش الطرفان الوضع الاقتصادي والسياسات النقدية، حيث عبر ترامب عن رفضه لاستمرار سياسة تثبيت أسعار الفائدة، مشيرًا إلى أنها تُعَد خطأً استراتيجيًا يضر بالتنافسية الأمريكية، ومع ذلك أكد باول في بيان لاحق أن الفيدرالي يحافظ على استقلاليته بعيدًا عن أي تدخلات سياسية، وسيظل قراره بشأن الفائدة قائمًا على المعطيات الاقتصادية فقط.

سياسات الفيدرالي ومستقبل الفائدة

في اجتماعه الأخير، قرر مجلس الاحتياطي الأمريكي الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستواها الحالي بين 4.25% و4.50%، وسط مؤشرات على استمرار هذا الوضع خلال الفترة المقبلة، حيث يأتي هذا القرار في ظل توقعات غير واضحة بشأن معدلات التضخم وتأثير السياسات الاقتصادية، ولا سيما الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب مسبقًا، وتظل الأسواق متأهبة لمزيد من البيانات لتحديد مصير هذا المسار النقدي.