«تراجع مفاجئ» أسهم تعدين الذهب تهبط رغم ارتفاع الأسعار والبيع يتزايد بسرعة

شهدت أسهم شركات تعدين الذهب أداءً مميزاً خلال العام الحالي، حيث قفزت بشكل كبير لتتفوق على الزيادة العامة في أسعار الذهب، ومع ذلك فقد شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في هذا القطاع تدفقات مالية خارجة من المستثمرين، مما يعكس تراجع جاذبية القطاع بالرغم من أداءه القوي، ولكن هل يعني ذلك أن هذا الاتجاه سيستمر؟

أسهم شركات تعدين الذهب تشهد مكاسب قوية

خلال هذا العام شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة تصل إلى 24%، وهو ما أعطى دفعة قوية لأسهم شركات تعدين الذهب، فصندوق “فان إيك غولد ماينرز”، الذي يعتبر من أبرز صناديق الاستثمار في القطاع، ارتفع بنسبة 57%، ومع ذلك يبدو أن المستثمرين يبحثون عن خيارات بديلة في ظل تخوفاتهم المستمرة من أداء أسهم الشركات المرتبطة بالذهب على المدى الطويل، فقد تخلوا تدريجياً عن هذه الصناديق برغم ما حققته من نتائج قياسية، ويبدو أن الأسباب تشمل تجاوز الإنفاق حدود الميزانيات في الماضي من قبل الشركات وعدم الرغبة في الاحتفاظ بهذه الأصول لفترات طويلة.

توجه نحو أسهم التكنولوجيا والعملات الرقمية

أدت المكاسب الكبيرة التي حققتها شركات تعدين الذهب إلى تحول العديد من المستثمرين إلى البحث عن فرص جديدة في أسواق مختلفة، مثل أسهم التكنولوجيا وعملة “بتكوين”، فقد أظهرت الأسواق الأخرى مرونة أكبر في جذب السيولة، حيث حقق مؤشر “ناسداك 100” أداءً قوياً بنسبة 10% منذ مايو، وهو ما جعل بعض المستثمرين يفضلون التنويع بعيداً عن الذهب إلى هذه الأصول الرقمية والمبتكرة التي تحمل إمكانيات نمو عالية على المدى الطويل.

التقييمات الجذابة لقيمة أسهم تعدين الذهب

رغم التدفقات الخارجة، فإن أسهم شركات تعدين الذهب ما زالت تتمتع بجاذبية كبيرة لدى المتمسكين بعوائد طويلة الأجل، حيث تُظهر التقييمات الحالية لتلك الأسهم مستويات منخفضة مقارنة بأرباح الشركات وتاريخها السابق، على سبيل المثال، تتداول أسهم شركة “نيوماونت” بمكرر ربحية أقل من متوسط السنوات الخمس الماضية بنسبة كبيرة، مما يعكس إمكانيات لمزيد من التصحيح الإيجابي، بالإضافة إلى ذلك، ساعدت الارتفاعات القوية في أسعار الذهب على تعزيز الأرباح، مما يجعل هذه الأسهم وسيلة استثمار واعدة على الرغم من المخاوف السائدة.

العوامل الداعمة من البنوك المركزية

تواصل البنوك المركزية العالمية دعم أسواق الذهب من خلال شراء كميات كبيرة منه بشكل شهري، حيث تقدر مشتريات هذه البنوك بـ80 طناً مترياً شهرياً وفقاً لتقارير محللي “غولدمان ساكس”، ووفقاً لمجلس الذهب العالمي، فإن هذا الدعم يمثل أكثر من ربع الإنتاج العالمي السنوي من المعدن النفيس، كما أن انخفاض تكاليف المدخلات مثل النفط والديزل يُسهم بشكل كبير في تحسين هوامش الأرباح لشركات تعدين الذهب، مما يعزز جاذبية الاستثمار فيها خلال الفصول القادمة.

مقارنة الذهب بأسواق الطاقة

أشار بنك أوف أمريكا في تحليلاته الأخيرة إلى أن تقلبات سوق الذهب عند نسب معينة تجعله أقل جاذبية مقارنة بأسواق النفط، إذ تتداول أسعار النفط بمضاعفات ربحية ضمن المعدلات التاريخية، مما جعل المحللين يشجعون التحول إلى استثمارات الطاقة، ولكن يبقى للذهب دوره الاستراتيجي كمخزن قيمة يُعتمد عليه وملاذ آمن للمستثمرين في أوقات الأزمات والتقلبات الاقتصادية العالمية.