النفط ينتعش تدريجيًا وسط استئناف المحادثات بين أمريكا والصين

تراجعت أسعار النفط في تعاملات يوم الجمعة بشكل طفيف، لكنها نجحت في تحقيق أول مكسب أسبوعي لها بعد تراجع استمر لمدة أسبوعين، ويرجع هذا الارتفاع إلى استئناف المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما أعاد الأمل بعودة النمو الاقتصادي في ثاني أكبر اقتصادين عالميين، وانخفض خام برنت بمقدار 19 سنتًا ليصل إلى 65.15 دولار للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بقيمة 20 سنتًا ليصل إلى 63.17 دولار، إلا أن كلا الخامين شهدا مكاسب أسبوعية.

تطور أسعار النفط ومكاسبها الأسبوعية

على الرغم من التذبذبات التي شهدتها أسعار النفط هذا الأسبوع، إلا أنها أنهت على ارتفاع ملحوظ، إذ ارتفع خام برنت بنسبة 2.1% خلال أسبوع التداول، بينما حقق خام غرب تكساس الوسيط الأميركي زيادة بنسبة 4%، ويعود السبب إلى النتائج الإيجابية لمحادثات التجارة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جينبينغ، التي أشارت إلى إمكانية تفادي التوترات التجارية التي أثرت على الاقتصادين الرئيسيين في العالم.

أثر المحادثات التجارية على سوق النفط

ذكرت وسائل الإعلام أن المكالمة الأخيرة بين ترمب وشي كانت ذات تأثير إيجابي على الأسواق النفطية، إذ أكد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة والصين في وضع جيد لتحقيق اتفاقية تجارية جديدة، وقد جاءت تلك المحادثات بناءً على طلب واشنطن، مهدت هذه الأنباء الطريق لشعور المستثمرين بالتفاؤل تجاه استقرار الأسواق، فضلًا عن تحسن الطلب على الطاقة، كما لعبت محادثات تجارية مشابهة بين كندا والولايات المتحدة دورًا موازيًا في زيادة التوقعات الإيجابية.

تحليلات الخبراء بشأن أسعار النفط

أشار محللون من شركة “بي إم آي”، التابعة لوكالة “فيتش”، إلى أن هناك مجموعة من العوامل تؤثر على اتجاه أسعار النفط، إذ تزيد احتمالات فرض الولايات المتحدة عقوبات إضافية على فنزويلا من التوقعات بارتفاع الأسعار، في المقابل قد تؤدي زيادة الإنتاج من منظمة أوبك بلاس، فضلًا عن المنتجين من خارج أوبك، إلى تقليل الأسعار مستقبلًا، كما أن ضعف الطلب العالمي على النفط يُمثل عاملًا رئيسيًا في الضغوط الانخفاضية المتوقعة للأرباع المقبلة.

عوامل دولية تضغط على أسعار النفط

إلى جانب المحادثات التجارية، تلعب ملفات دولية أخرى دورًا في تشكيل توجهات أسعار الخام عالميًا، من بينها احتمالية توجيه إسرائيل لضربة للبنية التحتية الإيرانية، تلك التوترات السياسية يمكن أن تؤدي إلى تقلبات ملحوظة في السوق، كما أثرت أخبار الرسوم الجمركية المفروضة من قِبل الولايات المتحدة على الصين على الاقتصاد العالمي بشكل سلبي، وتظل الأسواق النفطية أكثر عرضة للتحركات المفاجئة في ظل حالة عدم اليقين التجاري الحالية.