«أزمة حادة» الذهب الأحمر يرفع تكاليف الإنتاج ويهدد الصناعات الأوروبية بالتوقف

يشهد قطاع الأخطبوط في المغرب وموريتانيا مرحلة عصيبة خلال الموسم الحالي، حيث ارتفعت أسعار الصادرات بشكل كبير، ما أدى إلى تأثير واضح على الأسواق الأوروبية ومستويات التصنيع المحلية. يعود هذا التطور إلى مجموعة من العوامل التي تشمل ندرة المادة الخام وارتفاع التكاليف، بالإضافة إلى ضعف الكميات المصطادة نتيجة الظروف الجوية غير المواتية. ويخشى المصنعون الأوروبيون من تأثيرات طويلة الأمد قد تقلل من استهلاك الأخطبوط في المستقبل القريب.

ارتفاع أسعار الأخطبوط يهدد الأسواق

عرفت أسعار الأخطبوط في كل من المغرب وموريتانيا زيادات ملموسة خلال موسم الصيد الأخير، حيث تجاوزت أسعار التصدير أرقاماً قياسية في السوق الأوروبية. في المغرب، ارتفع سعر الكيلوغرام من حجم T3 إلى حوالي 12.95 يورو (ما يعادل 140 درهماً)، بينما بلغ سعر حجم T4 حوالي 11.95 يورو (129 درهماً). في المقابل، شهدت موريتانيا قفزة أكبر في الأسعار، حيث تراوحت قيمة الكيلوغرام الواحد من الحجم T3 بين 14.1 و14.8 دولار (بين 137 و144 درهماً). هذه الزيادات المضطردة أثرت بشكل ملحوظ على حركة الأسواق وأثارت مخاوف من انخفاض الاستهلاك الأوروبي للأخطبوط نتيجة التكلفة العالية.

الأخطبوط: أزمة غير مسبوقة في قطاع المصيد

يرجع التراجع الكبير في كميات الأخطبوط المصطادة إلى عدة عوامل، كان أبرزها الظروف الجوية التي أثرت سلباً على موسم الصيد منذ انطلاقه الرسمي في يوليو. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتحقيق الانتعاشة، فإن المهنيين لا يزالون يعانون من آثار جائحة كوفيد-19 والتضخم المستمر، وهو ما أدى إلى إخفاق واضح في تحقيق الأهداف الإنتاجية المنشودة. زيادة على ذلك، فإن محدودية العرض تعني أن الأسواق تعاني من نقص حاد في الإمدادات مع ارتفاع الطلب على الأخطبوط، ما ساهم في تأجيج الأسعار بشكل كبير.

تحديات المصنعين الأوروبيين في قطاع الأخطبوط

تواجه شركات التحويل والتصنيع الأوروبية معضلة حقيقية مع التغيرات الأخيرة في سوق الأخطبوط. بين العرض المحدود وارتفاع تكاليف الشراء، بات من الصعب الحفاظ على ربحية الإنتاج التي تعتمد بشكل أساسي على استيراد الأخطبوط من المغرب وموريتانيا. يتوقع العاملون في السوق الأوروبي تراجعاً طفيفاً في الكميات المعالجة، مما قد يقلل من حضور الأخطبوط في قائمة الاستهلاك الأوروبية. علاوة على ذلك، فإن استمرار ارتفاع الأسعار سيضع ضغوطاً إضافية على الشركات الصغيرة والمتوسطة المشتغلة في القطاع.

مقارنة بين أسعار الأخطبوط في المغرب وموريتانيا

مستقبل الطلب على الأخطبوط

تشهد الأسواق الأوروبية تحولاً في كيفية التعامل مع المنتجات البحرية، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأخطبوط. إلا أن التحديات لا تقتصر فقط على مرحلة الإنتاج، بل تمتد كذلك إلى سلوك المستهلك الذي قد يتجه إلى البحث عن بدائل أقل تكلفة. من الواضح أن الطلب على الأخطبوط مهدد بالانخفاض في ظل استمرارية هذه المعطيات، مما قد يؤثر على دول المنشأ المنتجة بالدرجة الأولى مثل المغرب وموريتانيا، وأيضاً على استدامة القطاع في المستويات العالمية.