«قفزة جديدة» أسعار الذهب تواصل الارتفاع بقيمة 9 دولارات هذا الأسبوع

ارتفعت أسعار الذهب بنحو 9 دولارات في تعاملات اليوم الجمعة 6 يونيو 2025، معوضة جزءًا من الخسائر السابقة، حيث يترقب المستثمرون بيانات الوظائف الأمريكية، بينما تواصل الأسواق محاولة التوازن بين إشارات اقتصادية متغيرة، مما يعزز حالة الترقب في الأوساط المالية.

أسعار الذهب اليوم

شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا ملحوظًا على إثر عوامل اقتصادية متعددة، فقد زادت العقود الآجلة للذهب المقررة في أغسطس/آب 2025 بنسبة 0.26%، ما يعادل ارتفاعًا قدره 8.9 دولارات، مسجلة 3384 دولارًا للأوقية، بينما صعدت أسعار العقود الفورية للذهب بنسبة 0.21% إلى 3359.57 دولارًا للأوقية، كما رصدت منصة الطاقة المتخصصة تأثير التغيرات الاقتصادية على حركة السوق، يتضح من هذا النمو أن المستثمرين مستمرون في الاعتماد على الذهب كملاذ آمن وسط التغيرات العالمية.
في الوقت ذاته، لم يكن الذهب المعدن الوحيد الذي شهد تغيرات ملحوظة؛ فقد ارتفعت الفضة بنسبة 1.41% لتصل إلى 36.15 دولارًا للأوقية، إلى جانب قفزة البلاتين بنسبة 1.71% وصولًا إلى 1160.05 دولارًا للأوقية، فيما سجل البلاديوم أيضًا ارتفاعًا بنسبة 1% ليبلغ 1016.69 دولارًا للأوقية، ورافق هذه التحركات صعود مؤشر الدولار بنسبة 0.17% ليصل إلى 98.91 نقطة، مما يعكس التأثير المتداخل بين العملات والمعادن الثمينة.

تحليل أسعار الذهب

تظهر حركة الذهب تماشيًا مع التوجهات الاقتصادية العالمية، حيث تراجعت الحماسة الأولية بشأن مكالمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ، وفقًا لما ذكره تيم ووتر، كبير محللي الأسواق بشركة “كيه سي إم تريد”، وبهذا تتجه التوقعات إلى احتمال التراجع التدريجي لهذه الحماسة، ما يرجح استمرار ترقب السوق لأي مستجدات على الساحة الاقتصادية.
يرتبط ارتفاع أسعار الذهب بشكل رئيسي بعوامل متعددة منها التوترات التجارية والبيانات الاقتصادية الضعيفة، والتي أدت مؤخرًا إلى زيادة كبيرة في طلبات إعانة البطالة بالولايات المتحدة، لتصل إلى أعلى مستوياتها في 7 أشهر، ومع ذلك، فإن الحدث البارز اليوم يتمثل في انتظار بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية التي ستصدر في تمام الساعة 12:30 ظهرًا بتوقيت غرينتش، والتي يُتوقع أن تعكس إضافة حوالي 130 ألف وظيفة في مايو/أيار، مع بقاء معدل البطالة ثابتًا عند 4.2%.

أداء الذهب والأسواق العالمية

تُعد أسعار الذهب مؤشرًا حساسًا للتغيرات الاقتصادية الكبرى، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمستويات التضخم أو قرارات السياسات النقدية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث تشير التوقعات إلى بقاء أسعار الفائدة دون تغيير لفترة طويلة؛ نظرًا لأن التضخم يشغل أولوية متقدمة على جدول أعمال صانعي السياسات، وبهذه الصيغة، يصبح الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي.
من جانب آخر، أظهرت الأسواق الآسيوية الرئيسية تباطؤًا في حركة الشراء للذهب نتيجة أسعاره المرتفعة، حيث سجلت الخصومات في الهند مستويات غير مسبوقة، هذا التوجه يؤكد أن السوق المادي للذهب تأثر بشكل كبير بالتحركات السعرية الأخيرة.

التغيرات المرتبطة باقتصاد المعادن الثمينة

لا يُعتبر الذهب فقط المستفيد الرئيسي من التحولات الاقتصادية الحالية، بل صاحبت ارتفاعاته قفزات في أسعار المعادن الأخرى مثل الفضة والبلاتين، مما يعزز فكرة أن حالة الأسواق لا تعتمد فقط على الذهب بل على مجموعة كاملة من المعادن النفيسة، وفي حين أن المستثمرين يرون في الذهب مخزنًا آمنًا للقيمة، تظل المعادن الأخرى نقطة جذب لتحقيق التنويع داخل المحفظة الاستثمارية.