«صدمة مفاجئة» سعر الليرة السورية أمام الدولار يشهد تغيرًا أول أيام عيد الأضحى 2025

في أول أيام عيد الأضحى 2025، تعاني الليرة السورية من ضغوط كبيرة أمام الدولار الأمريكي، مما يسلط الضوء على الفجوة بين السياسات الاقتصادية الرسمية والواقع في الأسواق الموازية، وبرغم أن مصرف سوريا المركزي يحافظ على سعر صرف ثابت، إلا أن عدم الاستقرار الاقتصادي يعكس مشهدًا مأزومًا داخل البلاد.

الليرة السورية وأزمة السعر الرسمي

يبقي مصرف سوريا المركزي سعر الصرف الرسمي عند 11,050 ليرة سورية للدولار الأمريكي، وهو السعر المستخدم في المعاملات البنكية والتحويلات الرسمية وبعض النشاطات التجارية، تأتي هذه الاحتياطات في إطار جهود الدولة لاحتواء التضخم، بهدف توفير استقرار داخلي ولو كان رمزيًا، لكن هذا الاستقرار لا ينعكس على حركة السوق الموازية التي تستقطب معظم التعاملات.

السوق السوداء وتفاوت أسعار الدولار

تزداد الضغوط على الليرة السورية في السوق السوداء، حيث شهدت الأسعار تفاوتًا ملحوظًا في عدة مناطق:

  • دمشق: 9300 ليرة للشراء، 9400 ليرة للبيع
  • حلب: 9320 ليرة للشراء، 9420 ليرة للبيع
  • إدلب: 9350 ليرة للشراء، 9450 ليرة للبيع
  • الحسكة والقامشلي: تجاوز سعر 9600 ليرة في بعض التعاملات

تعكس هذه الأرقام استمرار نقص العملات الأجنبية، مع زيادة الطلب المترافق مع ارتفاع أنشطة الاستيراد والمضاربة، بينما يظل المعروض من الدولار في السوق السوداء محدودًا.

العوامل المؤثرة على تراجع الليرة السورية

يشير خبراء اقتصاديون إلى عدة أسباب تضغط على الليرة السورية:

  • العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام المالي، مما يعرقل تدفق العملات الأجنبية
  • اعتماد الاقتصاد المحلي على الاستيراد نتيجة تدهور الإنتاج المحلي
  • المضاربة في الأسواق الموازية وضعف الرقابة الرسمية
  • تأثير محدودية التحويلات المالية الخارجية، حيث تشكل مصدر دعم مالي رئيسي لكثير من السوريين

هذه العوامل مجتمعة تزيد من هشاشة العملة المحلية وتشكل تحديًا كبيرًا لبرنامج الإصلاح الاقتصادي.

موسم العيد ومخاوف اقتصادية جديدة

رغم أن الأعياد تحمل طابعًا احتفاليًا عادة، يتخوف خبراء من أن موسم عيد الأضحى قد يفاقم أزمة الليرة السورية، حيث ترتفع احتياجات المستهلكين للتحويلات المالية والإنفاق المتزايد، وبالتالي زيادة الطلب على الدولار الأمريكي في السوق الموازية، هذا السيناريو قد يؤدي لتدهور إضافي في سعر صرف العملة المحلية، مما يزيد من قلق المتابعين.

مستقبل الليرة السورية في ظل التحديات الحالية

تبرز المعضلة الحقيقية في استمرار الاختلال بين سعر الصرف الرسمي وأسعار السوق السوداء، لتبقى الليرة السورية هشّة أمام التحديات الاقتصادية، ولا تزال الإجراءات النقدية الحالية غير قادرة على معالجة الجذور الأساسية لهذه الأزمة، مما يجعل المناخ الاقتصادي بحاجة ماسة إلى إصلاحات هيكلية واسعة النطاق.