ارتفاع الأسعار يثير عزوفًا عن ذبح الأغنام ومخاوف من تصاعد التوترات

تشتهر أجواء عيد الأضحى في الدول المغاربية بالكثير من التقاليد والعادات الدينية والاجتماعية، إلا أن هذا العام حمل العديد من التحديات التي أثرت على الاحتفالات المعتادة، حيث برزت قضية غلاء الأسعار بشكل ملحوظ وتغيرت ممارسات الاستعداد للعيد في ظل أوضاع اقتصادية وسياسية صعبة، وقد شهدت دول مثل المغرب، تونس، ليبيا، الجزائر، وموريتانيا أزمات مختلفة، مما أثر بشكل كبير على قدرة البعض على شراء الأضاحي.

أجواء عيد الأضحى في المغرب

الكثير من الأسر المغربية هذا العام لم تتمكن من شراء خروف العيد نتيجة القرار الذي أصدره الملك محمد السادس بإلغاء الشعيرة مؤقتًا، وذلك بسبب الجفاف الذي أدى إلى قلة قطعان الأغنام، جاء القرار بهدف حماية الثروة الحيوانية والتخفيف من أعباء التكلفة على المواطنين، ويُعتبر هذا القرار خطوة ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية ودينية، حيث رحب معظم المغاربة به، خصوصًا الأسر ذات الدخل المحدود، الأمر الذي بدوره زاد من الطلب على شراء اللحوم الحمراء بشكل جزئي كبديل للأضحية.

غلاء الأسعار في تونس

شهد العام الحالي في تونس ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار خراف الأضاحي على الرغم من توافر المحاصيل الزراعية الجيدة نتيجة الأمطار، حيث بلغ سعر الأضحية الواحدة أحيانًا ما يعادل 2000 دينار تونسي، وهو رقم يفوق قدرات العديد من الأسر التونسية ويدفع البعض إلى تجنب شراء خروف العيد، كذلك لجأت السلطات التونسية إلى استيراد كميات من اللحوم المبردة لإحداث توازن في السوق مع توفير أسعار مرجعية للحد من المضاربات السعرية، رغم ذلك لا يزال هناك نقاش حول ضعف الرقابة الحكومية ودوره في تفاقم الأزمة الحالية.

التحديات الأمنية وتأثيرها في ليبيا

لا تختلف الأجواء في ليبيا كثيرًا، حيث يواجه الليبيون ارتفاعًا حادًا في أسعار الأضاحي نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي وخاصة بسبب انخفاض قيمة الدينار الليبي، ومن جانب آخر، تشهد العاصمة طرابلس مخاوف أمنية ترتبط بتجدد الاشتباكات المسلحة، ورغم تحركات الحكومة لتخفيف التوتر وضمان استقرار الأوضاع في المدن الكبرى، إلا أن القلق يخيِّم على احتفالات عيد الأضحى، ما دفع الكثير من الأسر إلى تقليص الإنفاق واختيار بدائل أكثر اقتصادية.

أجواء العيد في الجزائر

تمكنت الحكومة الجزائرية من إحداث توازن في السوق عبر استيراد نحو مليون رأس من الأغنام وبيعها بأسعار مدروسة، حيث بلغت تكلفة الأضحية حوالي 40,000 دينار جزائري، وهو ما لاقى ترحيبًا في أوساط المواطنين، ورغم انخفاض أسعار الخراف المستوردة إلا أن الأسعار المحلية ما زالت تعاني من بعض الارتفاع، ما يترك العديد من الأسر بين خيار شراء الأضاحي أم الاكتفاء بشراء اللحوم أو بدائل أخرى لتخفيف الأعباء الاقتصادية.

ارتفاع الأسعار في موريتانيا

أما في موريتانيا، فقد أثّرت عوامل مختلفة على أسعار الأضاحي، لعل أبرزها غلق الحدود مع مالي، التي تشكل منطقة مراعي لرعاية المواشي الموريتانية، هذا إلى جانب تصدير أعداد كبيرة من الأغنام إلى السنغال خلال عيد الأضحى، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الأعلاف، ونتيجة لذلك ارتفعت أسعار الخراف بنسبة تجاوزت 25% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما حمّل المواطنين تكاليف إضافية وأدى إلى تراجع عدد المشاركين في شعيرة الأضحية.

الدولة أبرز التحديات
المغرب إلغاء الأضحية بسبب الجفاف
تونس غلاء أسعار الأضاحي
ليبيا ارتفاع الأسعار والمخاوف الأمنية
الجزائر الاعتماد على استيراد الأغنام
موريتانيا زيادة السعر نتيجة غلق الحدود مع مالي