قفزة غير مسبوقة للفضة مع وصول المعدن الأبيض إلى أعلى مستوى له منذ 13 عامًا

شهدت أسعار الفضة قفزة تاريخية، حيث بلغت قيمتها 36 دولارًا للأوقية، بزيادة تقدر بـ2.5%، وهو أعلى مستوى وصلت إليه منذ أكثر من 13 عامًا، ويعود ذلك إلى الطلب المتزايد على المعدن في القطاعات الصناعية، بالإضافة إلى الأزمات المرتبطة بالإمداد، هذا الارتفاع يعكس التغيرات التي يشهدها قطاع المعادن النادرة، مما يجعل الفضة محط أنظار المستثمرين في الأسواق.

أسباب ارتفاع أسعار الفضة

يُعد السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الفضة هو النمو المتزايد في الطلب العالمي على هذا المعدن، فالفضة ليست مجرد ملاذ استثماري، بل تعتبر عنصرًا أساسيًا في العديد من التطبيقات الصناعية، وفقًا لما أشارت إليه تقارير “معهد الفضة”، فإن الاستخدامات الصناعية تمثل أكثر من نصف إجمالي الطلب على المعدن عالميًا، وتشمل هذه الاستخدامات إنتاج الطاقة الشمسية وكذلك قطاع الإلكترونيات ونقل الكهرباء، هذا بجانب توجه المستثمرين نحو المعدن الأبيض باعتباره خيارًا مستقرًا وسط تقلب الأسواق.

تغيرات أسواق الفضة العالمية

على المستوى العالمي، سجلت الأسواق تغيرات ملحوظة في حركة تداول الفضة، حيث تقلصت فجوة الأسعار بينها وبين الذهب، يشير ذلك إلى انعكاس إيجابي في الأداء المرتبط بالفضة مقارنةً بالذهب، فقد انخفضت نسبة الذهب إلى الفضة، التي تقيس عدد أوقيات الفضة اللازمة لشراء أوقية واحدة من الذهب، إلى 94 بعد أن كانت 105 في شهر أبريل الماضي، هذه التحولات لفتت أنظار شريحة جديدة من المستثمرين، حيث يرون في الفضة فرصة لتحقيق أرباح مستدامة على المدى البعيد.

تأثير الطلب الصناعي على مستقبل الفضة

يشهد قطاع الفضة الصناعي زخمًا قويًا على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية، حيث تواصل المصانع استخدام الفضة بشكل رئيسي في صناعات الطاقة المتجددة ونقل الكهرباء، مثل الخلايا الشمسية وأنظمة التوصيل الكهربائية، من جهته، يعتقد المحلل جيوفاني ستونوفو أن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وزيادة احتمالات تخفيف السياسات النقدية عبر تخفيض أسعار الفائدة قد يدعم الطلب الصناعي على الفضة بشكل كبير في المستقبل، خاصة وأن المستثمرين غالبًا ما يجدون في الذهب والفضة خيارات آمنة خلال فترات التباطؤ الاقتصادي.

اختلال التوازن بين العرض والطلب

على الرغم من الارتفاع القياسي في الأسعار، يعاني سوق الفضة من عجز مستمر في العرض العالمي للعام الخامس على التوالي، حيث تشير بيانات صادرة عن “معهد صناعة الفضة” إلى أن هذا العجز قد يستمر مع تراجع نسب الإنتاج بنسبة تُقدر بـ21% بحلول عام 2025، ويعكس ذلك الحاجة الملحة إلى تحسين الإنتاج لمواكبة الطلب المتزايد، خاصة مع توقعات بوصول الأسعار إلى مستويات تتجاوز 40 دولارًا وربما 50 دولارًا للأوقية في الأعوام المقبلة، وفقًا لتحليل الخبير فؤاد رزاق زادة.

التوقعات المستقبلية لأسعار الفضة

تشير التحليلات إلى أن استمرار زيادة الطلب على الفضة في القطاعات الصناعية قد يدفع الأسعار إلى مستويات أعلى في المستقبل، كما أن تقلص الفجوة مع الذهب وارتفاع نسبة استهلاك الفضة محليًا وعالميًا يعزز الاتجاه الصعودي للمعدن الأبيض، وقد تجذب هذه العوامل مزيدًا من المستثمرين الباحثين عن بدائل متوازنة تجمع بين الأمان والعائد الممتاز.