«تعرف الآن» الذهب يستقر وسط بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة هل يرتفع قريبًا

الذهب يعد من بين أهم المعادن الثمينة التي تشهد تفاعلًا كبيرًا مع الأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية، حيث استقرت أسعار الذهب بشكل واضح هذا الأسبوع، متأثرة بضعف بيانات العمل الأمريكية واستمرار حالة عدم اليقين التجاري والاقتصادي، مما يعزز مكانته كملاذ آمن خلال الفترات المضطربة. يتراوح سعر الذهب الآن عند 3,372.91 دولارًا للأوقية في السوق الفوري، بينما سجلت العقود الآجلة انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.1% لتصل إلى 3,396.60 دولارًا.

الذهب ودوره في مواجهة التقلبات الاقتصادية

الطلب على الذهب شهد تحسنًا في ظل تباطؤ قطاع الخدمات الأمريكي خلال شهر مايو، حيث أثر ارتفاع تكاليف المدخلات والرسوم الجمركية على النشاط الاقتصادي. التصريحات الأخيرة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتصعيد السياسات التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب أكدت استمرار التحديات الاقتصادية، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كحل للتخفيف من تقلبات الأسواق. كما ساعدت البيانات الضعيفة لسوق العمل الأمريكي في تعزيز التكهنات بشأن مزيد من خفض أسعار الفائدة المستقبلية.

تأثير الرسوم الجمركية على أسعار الذهب

مضاعفة ترمب للرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم والصلب، سعت لتأمين اتفاقيات تجارية جديدة، دون تحقيق نجاح بارز حتى الآن. كما أثر هذا التصعيد التجاري على الطلب العالمي وزاد من شدة التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والشركاء التجاريين مثل الصين، مما رفع من أسهم الذهب بين المستثمرين. إلى جانب ذلك، شكّلت تصريحات الرئيس الصيني شي جين بينغ عائقًا أمام إحراز تقدم في المحادثات، مما ساهم في إبقاء الذهب في موقع مستقر.

أسعار المعادن الأخرى وتأثير الدولار

بالإضافة إلى الذهب، شهدت المعادن الأخرى تباينًا في أدائها هذا الأسبوع. الفضة انخفضت بنسبة 1.3% لتصل إلى 34.51 دولارًا للأوقية، في حين أن البلاتين قفز بنسبة 1.1% ليصل إلى 1,097.13 دولارًا. وعلى الرغم من التراجع البسيط في أسعار بعض المعادن، إلا أن ضعف الدولار بنسبة 0.4% وفر دعمًا لاستقرار الأداء العام للمعادن المقومة بالدولار، مما يجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين.

التوترات الجيوسياسية وأثرها على الذهب

تزايد النزاعات الجيوسياسية لعب دورًا في تعزيز الطلب على الذهب، حيث حفزت الأوضاع غير المستقرة بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا المزيد من الاستثمارات في الملاذات الآمنة. التصعيد في العمليات العسكرية والتوترات بين الدول أدى إلى مزيد من الطلب على الذهب، الذي يُعد خيارًا جذابًا في ظل هذه البيئة الاقتصادية والسياسية الواضحة المعالم.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب

العديد من المحللين يتوقعون أن يواصل الذهب الاستفادة من ضعف الدولار واستمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، ومع اقتراب صدور بيانات التوظيف الأمريكية لشهر مايو، ستتجه أنظار المستثمرين إلى تقييم هذه البيانات للحصول على إشارات إضافية حول اتجاه أسعار الذهب في المستقبل. تباطؤ نمو سوق العمل الأمريكي قد يعزز التوقعات باستمرار سياسة التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما سيضيف المزيد من الدعم للسبائك الذهبية.