«قفزة تاريخية» الفضة تلامس أعلى مستوى منذ 13 عاما متجاوزة 35 دولارا للأونصة

شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا لتصل إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة منذ أكثر من 13 عامًا، حيث تجاوز سعر الأونصة حاجز الـ35 دولارًا مدفوعًا بالطلب الصناعي المتزايد واستمرار العجز في المعروض العالمي. هذا التطور يعكس التحركات الديناميكية للسوق ويبرز أهمية الفضة كأصل اقتصادي رئيسي يلعب دورًا بارزًا في القطاعات الصناعية.

ارتفاع أسعار الفضة وتأثير الطلب الصناعي

ارتفع سعر الفضة بنسبة 2.5% ليبلغ 35.82 دولارًا للأونصة، مع تحقيق مستوى قياسي وصل إلى 36.08 دولارًا، ما يعكس إقبالًا قويًا في السوق. يعود هذا الصعود بشكل رئيسي إلى تزايد الاستخدام الصناعي للفضة في مشاريع التكنولوجيا والطاقة، مثل صناعة الألواح الشمسية ومنتجات الكهرباء. وفقًا لمعهد الفضة، يشكل الطلب الصناعي أكثر من نصف حجم الطلب العالمي على هذا المعدن الثمين، مما يسهم في تعزيز أسعاره بشكل مستمر.

تراجع نسبة الذهب إلى الفضة وزيادة جاذبيتها

شهدت نسبة الذهب إلى الفضة انخفاضًا ملحوظًا لتصل إلى 94 بعدما كانت عند 105 في أبريل الماضي، وهو مؤشر واضح على تحسن الأداء النسبي للفضة مقابل الذهب. تعكس هذه النسبة عدد الأونصات اللازمة من الفضة لشراء أونصة واحدة من الذهب، وهو ما يشير إلى تزايد جاذبية الفضة كخيار استثماري. وأكد المحللون أن هذا الاتجاه يعزز مكانة الفضة في الأسواق العالمية مع تحول المستثمرين إلى هذا المعدن نتيجة لتحركات السوق الأخيرة.

استمرار العجز في سوق الفضة

تشهد سوق الفضة عجزًا واضحًا لعامها الخامس على التوالي، حيث يتوقع الخبراء استمرار هذا العجز على المدى الطويل. ومع انخفاض العجز المتوقع بنسبة 21% خلال العام الجاري، فإن الإنتاج لن يتماشى مع الطلب المتزايد بسبب كون الفضة غالبًا منتجًا ثانويًا لاستخراج المعادن الأخرى. هذا العامل المحدود يعزز الضغط على المعروض، مما يدعم أسعار الفضة ويسهم في المحافظة على وتيرة صعودها في السوق العالمية.

الفضة ملاذ آمن ومستقبل واعد

أصبحت الفضة تُعتبر ملاذًا آمنًا للمستثمرين مع استمرار ضعف الاقتصاد العالمي وزيادة التوقعات بخفض أسعار الفائدة. كما شهد الذهب أيضًا ارتفاعًا بنسبة 29% خلال العام الحالي نتيجة الطلب الكبير من البنوك المركزية وسياسات نقدية أكثر مرونة، وهو ما يدعم بدوره الطلب على الفضة ضمن سلة المعادن الثمينة. يشير هذا السلوك الاستثماري إلى أهمية الفضة كأداة تنويع للمحافظ المالية.

أداء الفضة مقارنة مع المعادن الأخرى

بالنظر إلى بيانات الأسواق، نجد أن الفضة سجلت نموًا بنسبة 24% منذ بداية عام 2025 مدفوعة بالطلب الصناعي والتحولات في الاقتصاد العالمي، بينما تجاوز أداء الذهب نسبة 29% مستفيدًا من سياسات نقدية ميسرة وشراء البنوك المركزية.

التوقعات المستقبلية لأسعار الفضة

مع استمرار الطلب الصناعي والعجز في المعروض، يُتوقع أن تبقى أسعار الفضة في مسار صاعد على المدى المتوسط والطويل. يظل سوق الفضة مؤثرًا في الاقتصاد العالمي بفضل دوره المهم في القطاعات التقنية والطاقة المتجددة، مما يعزز احتمالات تفوق أدائها في السنوات القادمة. ترقب المحللين يشير إلى أن السوق سيحافظ على زخمه الإيجابي خلال الفترات المقبلة.