شركات جديدة تدخل عالم البيتكوين بقوة.. هل تشهد السوق انفجارًا قريبًا؟

أصبحت البيتكوين كلمة رئيسية في عالم الأصول الرقمية والتكنولوجيا المالية، حيث تشهد زيادة ملحوظة في إقدام الشركات حول العالم على الاستثمار فيها، وهو ما يعكس تحولاً واضحاً في طريقة تعامل القطاعات مع العملات المشفرة، ومع ذلك، فإن هذا التوجه يثير العديد من التساؤلات حول تداعيات هذه الاستثمارات، وخاصة إذا ما واجهت السوق تقلبات قد تؤدي إلى خسائر كبيرة للشركات.

تأثير توسع الشركات على سوق البيتكوين

شهدت الشهور الأخيرة تضاعفاً في عدد الشركات التي تستثمر في البيتكوين وتضمها إلى أصولها الرقمية، حيث قفز عدد هذه الشركات بشكل ملحوظ وفقاً للتقارير، وقد دفع هذا الاتجاه السوق إلى تسجيل مكاسب سعرية كبيرة مؤخراً، ولكن هناك تحذيرات من احتمالية انعكاس هذه المكاسب إلى خسائر جسيمة، إذا قررت هذه الشركات بيع ممتلكاتها فجأة، مما قد يؤدي إلى هبوط حاد في الأسعار، وهو ما يثير المخاوف بشأن تأثير ذلك على السوق بأسره، كما أن العديد من هذه الشركات الجديدة قامت بشراء البيتكوين بأسعار مرتفعة نسبياً، مما يجعلها أكثر عرضة للخطر في حال حدث أي انهيار.

البيتكوين واستثمارات الشركات

وفقاً لدراسة أعدها بنك ستاندرد تشارترد، فإن هناك حوالي 61 شركة عامة تحتفظ بالبيتكوين كجزء من أصولها، بالإضافة إلى 49 شركة عامة أخرى تشارك في سوق العملات المشفرة، هذه الشركات تمتلك مجتمعة حوالي 674 ألف بيتكوين، وهو ما يمثل نحو 3% من إجمالي المعروض من العملة المشفرة، ورغم محدودية هذه النسبة، فإن التأثير المحتمل لتحركات هذه الشركات هائل، حيث يُعتقد أن الشركات الرئيسية التي دخلت السوق مؤخراً تدفع بعجلة الشراء، مما يُعزز من تقلبات السوق.

أسباب الارتفاع في حيازة البيتكوين

واحدة من الأسباب الرئيسية وراء زيادة استثمارات الشركات في البيتكوين هو التوجه نحو اعتماد الأصول الرقمية كجزء من الميزانيات العمومية، حيث يعتقد بعض المستثمرين أن البيتكوين تُقدم وسيلة للحماية من التضخم وتُساهم في تنويع الأصول، ومع ذلك، حذر بعض الخبراء، مثل جيف كندريك، من خطورة فقدان بعض الشركات الجديدة السيطرة في حال انهيار الأسعار، حيث يمكن للضغوط المالية أن تدفعها إلى بيع ممتلكاتها بسرعة، مما يؤدي إلى تصاعد الفوضى في السوق، ويُذكر أن رفع معدل الشراء الحالي أدى في بعض الأحيان إلى صعود البيتكوين لأكثر من 90 ألف دولار.

الخطر الذي يهدد الشركات الجديدة

التحدي الأكبر يكمن في استقرار السوق عندما تنخفض الأسعار بشكل كبير، الشركات الكبرى مثل “مايكرواستراتيجي” أثبتت قدرتها في الماضي على تحمل التراجعات الكبيرة في أسعار البيتكوين، إلا أن الشركات الجديدة قد تجد نفسها غير مهيأة لمثل هذه السيناريوهات، حيث يُظهر التقرير أن الشركات التي دخلت السوق بأسعار شراء مرتفعة قد تتضرر بشدة إذا ما انخفض السعر بأكثر من 22% عن متوسط سعر الشراء، في هذه الحالة، قد تُجبر الشركات على البيع تجنباً لخسائر أكبر.

التباين بين الشركات الكبرى والجديدة

رغم أن الشركات الكبرى مثل “مايكرواستراتيجي” أظهرت ثباتاً ملحوظاً في وجه تقلبات السوق، إلا أن الشركات الصغيرة والجديدة قد تواجه أوقاتاً عصيبة نتيجة الافتقار إلى الخبرة أو السيولة الضرورية لتحمل خسائر طويلة المدى، وفقاً لبنك ستاندرد تشارترد، معظم هذه الشركات التي دخلت السوق حديثاً تفتقر إلى الاستراتيجية الواضحة لإدارة انخفاضات الأسعار الكبيرة، مما يضعها في مواقف صعبة من شأنها أن تُعمق الأزمات إذا ما تراجعت الأسعار بقوة.