استقرار أسعار النفط مع زيادة المخزونات الأمريكية

شهدت أسعار النفط العالمية استقرارًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الخميس، وذلك بعد التراجع الحاد الذي شهدته بقدر يتجاوز 1% في الجلسة السابقة، ويرجع هذا الانخفاض إلى ارتفاع مفاجئ في مخزونات البنزين والديزل في الولايات المتحدة، فضلًا عن قيام السعودية، كونها أكبر مصدّر للنفط على مستوى العالم، بخفض أسعار بيع النفط الخام للأسواق الآسيوية إلى أدنى مستوى لها خلال الشهرين الماضيين.

أسعار النفط العالمية اليوم

ارتفع سعر خام برنت بمقدار 23 سنتًا، ما يعادل 0.35%، ليصل إلى 65.09 دولارًا للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 16 سنتًا ليبلغ 63.01 دولارًا للبرميل، ويأتي هذا التحسن الطفيف بعد الضغوط التي تعرضت لها أسواق النفط بسبب البيانات الاقتصادية الأمريكية التي أظهرت ارتفاعًا ملحوظًا في مخزونات الوقود المكرر، مما يشير إلى ضعف مستمر في الطلب على الطاقة داخل أكبر اقتصاد عالمي.

العوامل المؤثرة على أسعار النفط

بالرغم من الأرقام السلبية، لا تزال هناك بعض العوامل التي توفر دعمًا نسبيًا للأسعار؛ من أبرزها التوترات الجيوسياسية المتزايدة وحرائق الغابات التي تهدد الإنتاج في كندا، حيث من المحتمل أن تؤدي هذه الحرائق إلى اضطرابات كبيرة في العمليات الإنتاجية، إضافة إلى التوقعات المتعلقة بزيادة إنتاج مجموعة “أوبك+” بمعدل 411 ألف برميل يوميًا خلال شهر يوليو المقبل، الأمر الذي قد يُسهم في ضبط إيقاع السوق بصورة أكبر.

قرارات السعودية بشأن أسعار النفط

قررت السعودية خفض أسعار بيع خامها للأسواق الآسيوية خلال شهر يوليو، وهو ما اعتبره كثير من المحللين خطوة استراتيجية هدفها استعادة الحصة السوقية بناءً على المنافسة مع منتجين آخرين تجاوزوا الحصص الإنتاجية المحددة، وبحسب التقارير، قد تشهد الأشهر المقبلة إلغاء تخفيضات تصديرية تُقدر بحوالي 2.2 مليون برميل يوميًا، الأمر الذي يعكس تحركات السوق ومجهودات استقرار الأسعار رغم التحديات والتغيرات الإقليمية.

دور الاقتصاد الأمريكي وتأثيره

يلعب الاقتصاد الأمريكي دورًا كبيرًا في توجيه أسعار النفط العالمية، حيث تؤثر البيانات المتعلقة بمخزونات الوقود ومستويات التوظيف واتجاهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي في قرارات رفع أسعار الفائدة على حركة الطلب، ومن جانب آخر، تأتي المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، وخاصة الصين، كعامل جوهري في تحديد مستقبل تجارة النفط، لا سيما في ظل التصريحات الأخيرة التي وصف فيها الرئيس ترامب نظيره الصيني “بالشريك الصعب في المفاوضات”.

توقعات سوق النفط للمدى القصير

تبقى أسواق النفط العالمية في حالة ترقب شديد للبيانات الأمريكية المتعلقة بالتوظيف وأسعار الفائدة، إضافة إلى التوترات في الشرق الأوسط التي قد تؤثر مباشرة في تدفقات النفط وتوازن العرض والطلب، ويرى الخبراء أن الأشهر القادمة ستكون حاسمة، حيث ستحدد الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية مصير الأسعار، ما يفتح الباب لتقلبات جديدة في السوق العالمية.