«تحركات جديدة» أسعار الذهب ترتفع عالميًا بعد تراجع البيانات الأمريكية

تواصل أسعار الذهب ارتفاعها على الصعيد العالمي مدفوعة بضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية، ما زاد من إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة، حيث أظهر الاقتصاد الأمريكي تباطؤًا ملحوظًا في قطاعات رئيسية مثل التوظيف والخدمات خلال شهر مايو، وهو ما يعكس تصاعد المخاوف من الركود التضخمي ويجذب الأنظار نحو الذهب كملاذ آمن وسط الضغوط العالمية والاضطرابات التجارية.

أسعار الذهب العالمية تستفيد من ضعف الاقتصاد الأمريكي

تصاعدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% لتسجل 3377.79 دولار للأونصة، كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنفس النسبة إلى 3401.20 دولار، ويأتي ذلك بعد أن أظهر تقرير التوظيف الأمريكي ضعفًا غير مسبوق في نمو الوظائف، حيث وظف القطاع الخاص أقل عدد من العمال في أكثر من عامين، ما دفع المستثمرين لمراجعة توقعاتهم وتحليل الوضع الاقتصادي الدقيق.

دور التوترات التجارية والسياسات النقدية في دعم أسعار الذهب

لعبت السياسات النقدية والتجارية دورا كبيرا في تحفيز صعود الذهب مؤخرًا، فقد أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة الرسوم الجمركية، مما شكل ضغطًا على سوق السلع والخدمات، إضافة إلى أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، وخاصة مع الصين، عززت من جاذبية الذهب كاستثمار آمن وسط عدم الاستقرار، وبرز ذلك من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي انتقد سياسات الفيدرالي ودعا لخفض أسعار الفائدة.

الإقبال على الذهب مقارنة بالمعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر ارتفاع الأسعار على الذهب فقط، فقد شهدت المعادن النفيسة الأخرى أيضًا تحركات إيجابية حيث صعدت أسعار الفضة بنسبة 1.3% لتصل إلى 34.50 دولار للأونصة، وارتفعت أسعار البلاتين بنسبة 0.6% لتبلغ 1090.81 دولار، فيما تراجع البلاديوم بشكل طفيف بنسبة 0.2% ليستقر عند 998.70 دولار، وهذا يعكس التحول العام نحو الاستثمار في المعادن كخيار حماية من تقلبات الأسواق، إلا أن الذهب حافظ على الصدارة كونه الأكثر جاذبية وعائدًا.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب العالمية

يتجه المستثمرون حاليا لرصد تقرير الوظائف غير الزراعية المتوقع صدوره قريبا لمعرفة المزيد من التفاصيل حول وضع سوق العمل، إلى جانب متابعة التطورات الاقتصادية في الولايات المتحدة والعالم، ومع استمرار حالة عدم اليقين والتوترات التجارية بين واشنطن وبكين، تزداد احتمالية بقاء الطلب مرتفعًا على الذهب، وتشير التقديرات إلى أن أسعار الذهب قد تحقق مزيدًا من المكاسب مع استمرار الاستثمارات العالمية في تعزيزه كملاذ آمن في ظل الظروف الراهنة.

علاقة الذهب بالضبابية الاقتصادية والسياسية

يعد الذهب مؤشرًا حساسًا يعكس الأوضاع الاقتصادية والسياسية، فعندما أظهرت البيانات الأمريكية حالة من القلق والضعف في الأداء الاقتصادي، ازداد حجم التداول عليه كمصدر استثماري آمن، وبالأخص في ظل الضغوط التي تفرضها السياسات الجمركية والتوترات الدولية، كما تسهم قرارات البنوك المركزية العالمية، مثل المجلس الاحتياطي الفيدرالي، في التأثير المباشر على حركة الذهب وأسعاره بشكل يومي.