«رقم قياسي» الفضة تلامس أعلى مستوى لها منذ 13 عامًا وتثير تساؤلات الأسواق

تواصل أسعار الفضة تحقيق مكاسب قياسية، حيث وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ فبراير 2012، بفضل الإقبال الملحوظ على المعادن الثمينة كملاذ آمن، ويأتي ذلك في ظل الاضطرابات المستمرة في الأسواق العالمية، كما شهدت الفضة انتعاشًا استثنائيًا خلال الأسابيع الماضية، مدفوعة بالعوامل التقنية والزخم الاستثماري المتزايد، بالإضافة إلى دورها الحيوي كمعدن ثمين متعدد الاستخدامات.

ارتفاع أسعار الفضة ودور الزخم الفني

بلغت أسعار الفضة الفورية 35.90 دولارًا للأونصة، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 4.2% وفقًا لبيانات بلومبيرغ، ويرى ألكسندر زومفه، الخبير في تكرير المعادن الثمينة، أن الفضة تأخرت لفترة عن الذهب ولكنها بدأت الآن في التعويض بشكل ملحوظ، مشيرًا إلى أن دخول مستثمرين جدد مدفوعين بالحراك الفني أسهم في تسريع وتيرة هذا النمو، هذا الزخم الإيجابي يعكس ثقة المستثمرين في قدرة الفضة على تحقيق المزيد من المكاسب.

العلاقة بين أسعار الفضة والذهب

على الرغم من أن الذهب والفضة عادة ما يتحركان بشكل متزامن كملاذات آمنة، إلا أن تزايد الطلب المؤسسي على الفضة أضاف بعدًا آخر لهذا المعدن الأبيض، حيث شهدت صناديق المؤشرات المدعومة بالفضة ارتفاعًا في الحيازات بقيمة 2.2 مليون أونصة وفقًا للبيانات الأخيرة، بالإضافة إلى ذلك، زادت رهانات العقود الآجلة على الفضة في بورصة “كوميكس”، مما دعم الاتجاه التصاعدي.

استخدامات الفضة وتأثيره على السوق

تلعب الفضة دورًا مزدوجًا كمعدن صناعي وعملة استثمارية، فهي تدخل في العديد من الاستخدامات الصناعية، خاصة في تقنيات الطاقة النظيفة مثل الألواح الشمسية، الأمر الذي ساهم في زيادة الطلب عليها، يضاف إلى ذلك أن السوق يعاني من عجز بسيط في المعروض، حيث أفاد “معهد الفضة” العالمي أن هذا العجز مستمر للعام الخامس على التوالي، وهو ما يعزز من قيمة الفضة ويزيد من تنافسيتها إلى جانب المعادن الثمينة الأخرى.

انعكاسات الاقتصاد العالمي على أسواق الفضة

شهد الاقتصاد الأمريكي تباطؤًا ملحوظًا في نشاط الخدمات وتراجعًا في معدلات التوظيف، ما أدى بدوره إلى تقلص عوائد سندات الخزانة، الأمر الذي دفع الأسواق لتوقع تخفيضين في أسعار الفائدة الأمريكية في أكتوبر وديسمبر المقبلين، هذه الأوضاع الاقتصادية أدت إلى توجه المستثمرين نحو الفضة والذهب كخيارات استثمارية آمنة في مواجهة تقلبات الأسواق، حيث الاستقرار النسبي للمعادن الثمينة مقارنة بأصول مالية أخرى.

مقارنة بين الأداء العام للفضة والمعادن الأخرى

وفقًا للإحصائيات الأخيرة، ارتفعت معظم المعادن الثمينة مقارنة بالدولار الأمريكي، حيث سجلت الفضة أداءً مميزًا لتتفوق على الذهب والبلاتين والبلاديوم، بينما بقي مؤشر الدولار في حالة شبه استقرار، مما يجعل الفضة خيارًا استثماريًا مغريًا مقارنة بالبدائل الأخرى.