استعدادات الفيوم للاحتفال بـ«أحد الشعانين» وتحول الميادين لأسواق سعف شعبية

شهدت محافظة الفيوم استعدادات مكثفة وأجواءً مبهجة بالتزامن مع اقتراب الاحتفال بـ«أحد الشعانين» الذي يوافق هذا الأحد. تجمع المواطنون في ميادين المدينة وتحديدًا حول الكنائس الكبرى، حيث انتشرت أسواق السعف التي ضمت مشغولات يدوية تراثية بأشكال متنوعة. يعكس هذا المشهد روح التآلف والتلاحم التي تجمع أبناء المحافظة من كافة الأطياف في مناسبة تسودها الفرح والرمزية.

أسواق السعف.. تراث شعبي يحتفل بأحد الشعانين

تحولت ميادين الفيوم إلى أسواق شعبية مزدحمة، امتلأت بباعة السعف الذين يزينون المنطقة بمنتجاتهم الحرفية. يعرض الباعة مجموعة متميزة من الأعمال اليدوية، بما في ذلك الصلبان الصغيرة، الأساور، الخواتم، والحصر الرمزية. وأوضح “جرجس”، أحد الحرفيين، أن هذه الحرفة متوارثة وتستغرق التحضير قبل هذه المناسبة حوالي أسبوعين. وتبدأ أسعار المشغولات من 10 جنيهات وتصل إلى 15 جنيهاً، حسب التصميم والدقة.
يتجلى التراث الحرفي بشكل واضح في تصاميم السعف والفن اليدوي الذي يُظهر العمق الثقافي لهذه المناسبة. وفضلًا عن الطابع الفني، تلتقي رمزية السعف مع أجواء الاجتماع الشعبي في سوق يعبر عن أجواء محلية أصيلة.

تزيين الكنائس.. أجواء دينية وروحية مميزة

تحضرت كنائس الفيوم لاستقبال المصلين وسط أجواء روحانية مميزة. زُينت المداخل والساحات بأغصان الزيتون وأكاليل الزهور لتضفي جوًا من الفرح. كما تم تنظيم فرق الخدمة داخل الكنائس لتيسير إقامة الصلوات والطقوس بشكل منظم. جدير بالذكر أن “أحد الشعانين” يحتفظ بمكانة خاصة، حيث يحمل المصلون السعف، الذي يمثل رمز السلام والمحبة والنصر، أثناء أداء الطقوس الدينية.
ومن المتوقع أن تشهد الكنائس إقبالاً كبيرًا يوم الأحد صباحًا، حيث تتوحد القلوب في أجواء رمزية تعيد للأذهان استقبال السيد المسيح في أورشليم.

«أحد الشعانين».. رمزية تصل بين التراث والإيمان

لا تقتصر هذه المناسبة على الطقوس الدينية فقط، بل تجمع بين الفرح والرموز الروحية. يُمثل السعف رمزًا للسلام والمحبة، وهو ما يبرز أبعاده الإيمانية والثقافية على حد سواء. يعكس هذا الاحتفال مدى التلاحم بين أبناء الوطن، حيث تسود أجواء المحبة والتراحم. كما أن الأسواق الشعبية المرافقة تضيف طابعًا اجتماعيًا حافلًا.