«تحركات الأسواق» الذهب يصعد وسط تراجع النفط بعد زيادة المخزونات الأمريكية

بعدما كشفت الإحصائيات عن تباطؤ النشاط الاقتصادي الأمريكي، شهدت أسعار الذهب ارتفاعا طفيفا لتستفيد من الطلب المتزايد على أصول الملاذ الآمن، في حين أن سوق النفط يواجه تحديات نتيجة زيادة المخزونات الأمريكية وخفض المملكة أسعارها في السوق الآسيوي، هذا التباين بين الذهب والنفط يعكس حالة من التغيرات الاقتصادية العالمية.

أسعار الذهب واستفادتها من الظروف الاقتصادية

ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة، حيث ارتفع سعر الأوقية في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 3377.79 دولار، كما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنحو 0.1% أيضًا لتصل إلى 3401.20 دولار، يعود هذا الارتفاع إلى بيانات اقتصادية أمريكية أضعف مما كان متوقعًا والتي عززت الإقبال على المعادن النفيسة كملاذ آمن، لم يقتصر الدعم على البيانات الاقتصادية فحسب، بل جاء أيضًا من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي أعلن عن تباطؤ النشاط الاقتصادي في البلاد؛ نتيجة الارتفاعات المستمرة في التكاليف والأسعار.

الذهب يستمد الدعم الاقتصادي والسياسي

حصل الذهب على مزيد من الدعم بعد تصريحات الرئيس الأمريكي حيث دعا إلى تخفيض أسعار الفائدة لمواجهة تباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحدة، ومع تلك التطورات السياسية العالمية غير المستقرة وتزايد معدلات الرسوم الجمركية، فإن الذهب يظل الخيار الأمثل للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار المالي، كما تعززت أسعار المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة التي حققت ارتفاعاً بنسبة 1.3% إلى 34.50 دولار للأوقية، بينما زاد سعر البلاتين بنسبة 0.6% ليبلغ 1090.81 دولار للأوقية.

أداء أسعار النفط وتحديات السوق

على الجانب الآخر، يمر سوق النفط بفترة من التراجع، حيث هبطت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 21 سنتا أو 0.3% ليصل سعر البرميل إلى 64.65 دولار، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 29 سنتا ليسجل 62.58 دولار للبرميل، يأتي هذا الانخفاض نتيجة بيانات تُظهر زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات البنزين ونواتج التقطير بالولايات المتحدة، ما يشير إلى تراجع الطلب على الوقود في أكبر اقتصاد عالمي، إضافة إلى ذلك، قامت المملكة العربية السعودية بخفض أسعار البيع الرسمية لخامها العربي الخفيف، مما أدى إلى إضعاف زخم الأسعار العالمية.

مقارنة بين الذهب والنفط

التقلبات الاقتصادية وتأثيرها على الذهب والنفط

تشير التطورات الأخيرة إلى أن الأسواق العالمية تشهد حالة من التباين بين أسعار الذهب والنفط، حيث يستفيد الذهب من التوترات الاقتصادية والسياسية كملاذ آمن للمستثمرين، بينما تتأثر أسعار النفط بتحديات العرض والطلب خاصة مع تأثيرات مخزونات البنزين وقرار خفض الأسعار النفطية المستهدفة للمشترين الآسيويين، ويظهر بوضوح أن كل من الذهب والنفط يلعب أدوارًا متناقضة تعكس واقعًا اقتصاديًا غير مستقر على الصعيد العالمي.