«لحظة تاريخية» حجاج بيت الله يصعدون جبل عرفات لأداء ركن الحج الأعظم

يعد يوم عرفة من أعظم الأيام في الإسلام، حيث يتوافد حجاج بيت الله الحرام إلى جبل عرفات لأداء ركن الحج الأعظم وهو الوقوف على صعيد عرفات، ويؤدي الحجاج صلاة الفجر في هذا اليوم المبارك في أجواء روحانية مهيبة، ويقضي الحجاج يومهم في التعبد والدعاء حتى غروب الشمس، ثم ينتقلون إلى مشعر مزدلفة في رحلة إيمانية تتسم بالخشوع والسكينة، مما يجعل مراسم هذا اليوم واحدة من أكثر التجارب الروحانية ارتباطًا بقلب المسلم.

سبب تسمية يوم عرفة

ارتبط اسم يوم عرفة بالعديد من الروايات الفقهية التي تسلط الضوء على قدسيته وأهميته، ومن أشهر هذه الروايات أن سيدنا آدم عليه السلام تعرف على السيدة حواء في هذا المكان بعد نزولهما من الجنة، ومن ثم أُطلق عليه هذا الاسم الذي يعكس رمزية اللقاء والمغفرة، يعتبر يوم عرفة تاريخيًا ودينيًا أحد الأيام المقدسة التي تتجلى فيها رحمة الله وبركاته، ولهذا يتجه إليه ملايين المسلمين كل عام لاستشعار هذه الأجواء الروحانية العظيمة.

فضائل يوم عرفة

يُشكل يوم عرفة محطة مركزية في أعمال الحج، حيث يميزه مكانته العظيمة وفضله الكبير عند الله، يتميز هذا اليوم بأنه يوم دعاء مستجاب، حيث يتسابق المسلمون في الدعاء وطلب المغفرة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا اليوم هو أكثر الأيام التي يستجاب فيها الدعاء، إذ يحمل في طياته فرصة لتجديد الإيمان والتخلص من الذنوب، إنه يوم مبارك يضم الحجاج وغيرهم من المسلمين الذين يستغلون هذا اليوم العظيم في الغفران والدعاء.

دعاء يوم عرفة

يُعتبر الدعاء من أبرز سمات يوم عرفة، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة”، ويفضل أن يتلو المسلمون الدعاء المشهور: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”، وقد جاء هذا الدعاء ليكون بمثابة مفتاح لطلب الرحمة والخير والبركات في هذا اليوم، لذلك ينكب الحجاج وغيرهم على ترديده بخشوع لتحقيق التقرب إلى الله والاستجابة لدعواتهم.

أعمال الحجاج في يوم عرفة

  • الوقوف على صعيد عرفات بكل خشوع وتذلل طلبًا لرحمة الله.
  • أداء الصلوات في وقتها مع الإكثار من الأدعية المأثورة والاستغفار.
  • تجنب الانشغال بغير العبادة؛ فالتركيز يجب أن يكون على الدعاء والذكر.
  • مغادرة عرفات بعد غروب الشمس عند بداية النفرة إلى مزدلفة.

أهمية يوم عرفة

يوم عرفة يمثل ذكرى إيمانية عظيمة وموقفًا بتاريخيًّا يجسد روح العبادة الخالصة لله، ففي هذا اليوم المبارك تتوحد قلوب المسلمين على اختلاف جنسياتهم وأعراقهم في موقف واحد، حيث يجسّد الجميع مبدأ المساواة والبذل الروحي، بالإضافة إلى أنه يمثل فرصة ذهبية لتكفير الذنوب واستشعار الرحمة الإلهية، مما يعزز عند المسلمين الشعور بالتقرب إلى الله وطلب المغفرة والبركة.