«هبوط الدولار» أسعار الذهب تسجل ارتفاعًا ملحوظًا مع ضعف البيانات الاقتصادية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا خلال تعاملات يوم الأربعاء، بفعل تراجع مؤشر الدولار الأمريكي وضعف بيانات التوظيف في الولايات المتحدة، مما أثار امتداد الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل حالة القلق الاقتصادي والسياسي العالمي، حيث تحمل هذه التطورات تأثيرات مباشرة على تداول الذهب، مما يجعله أحد الأصول الأكثر جذبًا للمستثمرين وسط هذه الظروف.

أسعار الذهب في الأسواق العالمية

ارتفعت أسعار الذهب في تعاملات اليوم بنسبة 0.8%، لتصل إلى 3378.22 دولار للأونصة، حيث تداولت الأسواق على وقع بيانات متذبذبة من الولايات المتحدة، ويأتي هذا الارتفاع بالتزامن مع تسجيل ارتفاع بنسبة 1% في وقت سابق من اليوم، كما زادت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.7% لتستقر عند 3399.20 دولار، وفقًا للتحديثات المقدمة من الأسواق المالية.

الدولار وتراجع العوائد على السندات

أسهم هبوط مؤشر الدولار بنسبة 0.5% في دفع الذهب نحو مزيد من المكاسب، إذ يجعل تراجع الدولار المعدن الأصفر أرخص للمستثمرين من حائزي العملات الأخرى، بالتزامن مع انخفاض العوائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، وهذا الانخفاض يعزز نظرة المتداولين نحو اعتماد الذهب بديلاً استثماريًا، خاصة مع تزايد الغموض الاقتصادي والسياسي في المنطقة.

تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية

شهدت بيانات التوظيف الصادرة عن مؤسسة ADP الأمريكية مؤشرات ضعف، حيث أضاف القطاع الخاص أقل عدد من الوظائف خلال أكثر من عامين، بالإضافة إلى تراجع مؤشر مديري المشتريات غير الصناعي إلى 49.9 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ طويل، ورغم أن الذهب تجاهل في البداية هذه التقارير بسبب تقلبها، إلا أن التحديات الاقتصادية المتزايدة دفعت المستثمرين إلى تعزيز مشترياتهم.

المشهد الجيوسياسي ودوره في دعم الذهب

تلعب التوترات الجيوسياسية دورًا كبيرًا في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن، فتصاعد الأزمات الدولية بين روسيا وأوكرانيا، إيران وسوريا، والصراعات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، يزيد من حالة عدم اليقين، ويدعم الاستثمار في الذهب، ويذكر أن حالة عدم الوضوح على الساحتين السياسية والتجارية تسهم بقوة في دفع الأسعار لتحقيق مستويات جديدة.

سوق المعادن الأخرى

بعيدًا عن الذهب، شهدت المعادن الأخرى تحركات متفاوتة في الأسعار، حيث تراجعت الفضة بنحو 0.1% لتصل إلى 34.45 دولار للأونصة، بينما سجل البلاتين ارتفاعًا بنسبة 1.5% إلى 1089.99 دولار، وهبط البلاديوم بنسبة 1% ليبلغ 1000.55 دولار للأونصة، وتأتي هذه التغيرات المتباينة لتعكس تأثير الطلب العالمي ومدى مرونة هذه المعادن في مواجهة تقلبات الأسعار الناتجة عن المتغيرات الاقتصادية.

التطورات التجارية وتأثيراتها على الذهب

في إطار آخر، تواجه الأسواق تداعيات توترات العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، فقد زادت واشنطن من الرسوم الجمركية على واردات الحديد والألمنيوم إلى 50%، ويبدو أن الجدل حول الاتفاق التجاري بين البلدين يترك بصماته الواضحة على أصول الملاذات الآمنة بما في ذلك الذهب، حيث يرى المستثمرون هذه القضايا كعامل إضافي في تعزيز الطلب على المعدن النفيس وسط حالة من الحذر الشديد.