أسعار النفط تواصل الصعود مع استمرار القلق بشأن الإمدادات والتوترات الدولية

تواصل أسعار النفط ارتفاعها مدعومة بمخاوف الإمدادات العالمية والتوترات الجيوسياسية التي تضغط على توازن السوق، وتلعب العوامل الجيوسياسية وقرارات الإنتاج الخاصة بالدول الكبرى دوراً محورياً في تحقيق هذه المكاسب، وهو ما يثير اهتمام المستثمرين والأسواق المالية عالمياً.

ارتفاع أسعار النفط عالميًا

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً خلال تداولات اليوم، حيث ارتفع خام برنت القياسي بمقدار 23 سنتاً بنسبة 0.36% ليصل إلى 64.86 دولاراً للبرميل، وفي الوقت نفسه، صعد سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.45% ليبلغ 62.80 دولاراً للبرميل، يأتي هذا التقدم بعد مكاسب تجاوزت 3% خلال الجلسات السابقة، مدفوعة بقرار تحالف أوبك+ بالإبقاء على وتيرة الإنتاج الشهرية عند 411 ألف برميل يومياً، مما يعكس حرص المنظمة العالمية على إدارة توازن السوق بفعالية وتجنيبها حالة الإغراق بالإمدادات التي قد تؤثر سلباً على الأسعار.

دور العوامل الجيوسياسية في دعم أسعار النفط

لعبت التوترات الجيوسياسية دوراً بارزاً في دعم أسعار النفط مؤخراً، فقد شهدت الأسواق تطورات على صعيد الملف النووي الإيراني مع إعلان دبلوماسي رفض بلاده للمقترح الأمريكي لإحياء الاتفاق النووي، وهو ما يعني بقاء العقوبات المفروضة على صادرات إيران النفطية واستمرار تدني الإمدادات منها، إضافة إلى ذلك، تلقي الحرب المستمرة في أوكرانيا بآثار ضخمة على الأسواق، حيث تتزايد المخاوف من تعطل الإمدادات في المناطق المتوترة، مما يدفع المستثمرين إلى رفع العلاوات الجيوسياسية في عمليات التداول، وهو ما يساهم في استمرار الضغوط على الأسعار العالمية للنفط.

حرائق غابات كندا وتأثيرها على إنتاج النفط

في سياق الإنتاج العالمي، كانت الحرائق الكبيرة التي اندلعت في إقليم ألبرتا بكندا سببا في توقف مؤقت لبعض منشآت إنتاج النفط والغاز، وأفادت تقديرات وكالة “رويترز” أن هذه الحرائق أثرت على نحو 7% من إجمالي إنتاج النفط الخام الكندي، مما أدى إلى تضاعف القلق بشأن معروض النفط في الأسواق، الأمر الذي جعل المستثمرين أكثر حذراً مع تتبع البيانات الخاصة بالإمدادات وعمليات التكرير خلال الفترة القادمة.

العامل المؤثر التفاصيل
قرار أوبك+ الإبقاء على الزيادة الشهرية عند 411 ألف برميل يومياً
التوترات الإيرانية رفض طهران المقترح الأمريكي بشأن الاتفاق النووي
حرائق ألبرتا تعطل 7% من إنتاج النفط الخام الكندي

توقعات المستثمرين والبيانات المستقبلية

من المتوقع أن يبقى تركيز المستثمرين منصباً على عدة عوامل مؤثرة تشمل تقارير المخزون الأمريكي المقبلة وتطورات الملف النووي الإيراني، بالإضافة إلى استمرار متابعة مجريات الحرب الروسية الأوكرانية ومدى تأثيرها على الإمدادات، إلى جانب البيانات الخاصة بالعقوبات الأمريكية ومدى استقرار الإنتاج في الدول الكبرى المنتجة للنفط، حيث ستظل هذه العوامل مركزية في تحديد وجهة السوق خلال الأسابيع القادمة، مما يجعل أسواق النفط عرضة لمزيد من التقلبات وأسعار غير ثابتة.