زيادة بنسبة 2% في أسعار النفط وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا بنسبة 2% خلال تعاملات يوم الثلاثاء، لتصل بذلك إلى أعلى مستوياتها في أسبوعين وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، حيث ساهمت النزاعات بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى التوتر المستمر بين الولايات المتحدة وإيران، في تعزيز توقعات استمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة، مما أثّر بشكل كبير على سوق النفط الخام وأسعاره.

ارتفاع أسعار النفط

قفزت العقود الآجلة لخام برنت بمعدل 1.5% لتغلق عند 65.63 دولارًا للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.4% ليصل إلى 63.41 دولارًا للبرميل، ويرجع هذا الارتفاع إلى حالة عدم الاستقرار السياسي التي تكتنف منطقة أوروبا الشرقية إضافة إلى عدم التوصل لحل للأزمة النووية الإيرانية، وقد أشارت تقارير المحللين في مجال النفط إلى أن هذه التوترات قد تستمر لعدة أشهر، مما يزيد من الغموض بشأن مستقبل إمدادات النفط العالمية والعقوبات الاقتصادية المفروضة على الدول المنتجة.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار النفط

أكدت مصادر روسية أن إنهاء الصراع في أوكرانيا أمر معقد للغاية ولا ينبغي توقع حلول سريعة، كما كشفت تقارير إعلامية عن رفض إيران عرضًا أمريكيًا يتعلق بملفها النووي، الأمر الذي يضفي المزيد من العقبات على أي محاولة لإعادة الاستقرار في المنطقة النفطية الأهم في العالم، وفي هذا السياق، فإن هذه الأزمات لا تقتصر فقط على اضطراب السوق فحسب، بل تلقي بظلالها على قرارات منظمة “أوبك+” التي تتعامل مع أعضاء رئيسيين مثل موسكو وطهران.

الأزمات المناخية واضطراب الإنتاج النفطي

تسببت حرائق الغابات الكندية في مقاطعة ألبرتا في إيقاف إنتاج ما يزيد عن 344 ألف برميل يوميًا، وهو ما يعادل 7% من إجمالي إنتاج كندا يوميًا، مما أدى إلى ضغوط إضافية على الإمدادات النفطية العالمية، وأصبحت أزمة المناخ وتداعياتها مسألة حساسة للتعامل معها، حيث تتداخل مع الأزمات الجيوسياسية الراهنة، كل ذلك أدى إلى دفع الأسعار للارتفاع تحت تأثير التوقعات المستقبلية غير المستقرة.

الاقتصاد العالمي وتأثير التضخم

شهدت أوروبا الشهر الماضي تراجعًا غير متوقع في معدلات التضخم بفضل انخفاض أسعار الخدمات، مما عزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأوروبية على الرغم من التوترات التجارية العالمية، وعلى الجانب الأمريكي، أشار خبراء الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمال ظهور آثار ارتفاع التضخم الناجم عن الرسوم الجمركية في وقت قريب، لكن تباطؤ النمو الاقتصادي قد يحتاج إلى وقت أطول للظهور بوضوح؛ كل هذه العوامل تساهم بشكل مباشر في التأثير على توقعات الطلب العالمي على النفط.

توقعات المخزونات الأمريكية

أشارت تحليلات إلى احتمال انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بمقدار مليون برميل في الأسبوع الماضي، وهذا يتماشى مع انخفاض سابق بلغ حوالي 2.3 مليون برميل على مدار خمس سنوات، ومن المقرر صدور بيانات المخزون النفطي الأسبوعية خلال يومي الثلاثاء والأربعاء، مما يعطي فكرة أوضح عن احتياجات السوق وضغوط الإنتاج المستمرة، حيث يؤثر هذا بشكل كبير في حركة الأسواق العالمية وتوقعات الأسعار المستقبلية للنفط.