رئيس الإرشاد الزراعي يطرح خطة للتكيف مع آثار تغير المناخ

قال الدكتور علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، إن التغيرات المناخية أصبحت تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن القومي للدول وتأثيرًا مباشرًا على القطاع الزراعي الذي يعد حجر الزاوية لتحقيق الأمن الغذائي وتأمين حياة الملايين، مشيرًا إلى أن مصر أظهرت التزامًا واسع النطاق في مواجهة هذه التغيرات عبر استراتيجيات ومبادرات كبرى تعزز من التنمية المستدامة.

التغيرات المناخية وتأثيرها على القطاع الزراعي

التغيرات المناخية هي قضية ليست مقتصرة على كونها بيئية فحسب بل باتت تمثل تحديًا حقيقيًا للقطاعات الاقتصادية القائمة وخاصة القطاع الزراعي، وأوضح الدكتور علاء عزوز خلال المؤتمر الدولي للمناخ والبيئة أن ارتفاع درجة الحرارة وما ينتج عنها من تحديات بيئية يؤثر بشكل مباشر على الإنتاج الزراعي، مما يؤدي إلى تفاقم تحديات الأمن الغذائي، كما أن المياه وندرتها أصبحت عاملاً جوهريًا يجب معالجته بأساليب وتقنيات مبتكرة.

جهود مصر الدولية والمحلية لمواجهة التغيرات المناخية

مصر أظهرت اهتمامًا كبيرًا بقضية التغيرات المناخية حيث شاركت بفاعلية في اتفاقيات دولية مثل اتفاقية باريس للمناخ، كما استضافت مؤتمر الأطراف (COP27) الذي منح القوة للدول النامية في صراعها ضد الأزمات البيئية، وقد التزمت مصر من خلال وزارة الزراعة بوضع استراتيجيات متنوعة تصب في التصدي للتغيرات البيئية، وركزت الرؤية على تطوير المجالات الحيوية مثل توظيف البحث العلمي ودعم الابتكارات التي تقلل من تأثيرات المناخ.

الاستراتيجيات الزراعية الذكية لمواجهة التحديات البيئية

رؤية وزارة الزراعة تعتمد على خمسة محاور ترتكز على تعزيز الممارسات الذكية زراعيًا التي تتيح استخدام أصناف عالية الإنتاجية وقادرة على تحمل الظروف المناخية القاسية مع تقليل استهلاك المياه عبر أنظمة ري حديثة مثل الري بالتنقيط، كما شملت الاستراتيجية دعم المشروعات البحثية الحديثة مثل مراكز البحوث الزراعية لإيجاد حلول عملية، بالإضافة إلى تطوير مزارع إرشادية تساعد في تمكين المزارعين.

دور التحول الرقمي ونظم الإنذار المبكر

صرح الدكتور عزوز أن التحول الرقمي أصبح من الركائز الأساسية في مواجهة التغيرات المناخية، وقد تبنت الوزارة تقنيات حديثة مثل استغلال الذكاء الاصطناعي لرصد المشكلات البيئية عبر أنظمة الإنذار المبكر، من خلال إنشاء خرائط رقمية للسواحل والمناطق الزراعية تساعد في اتخاذ قرارات دقيقة تتعلق بالتغيرات المناخية وإيجاد حلول استباقية.

التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة تغيرات المناخ

مصر ليست بمعزل عن الجهود الإقليمية والدولية، حيث انضمت إلى العديد من الشراكات الفاعلة مثل منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الأخضر للمناخ لتعزيز الحلول المستدامة، كما قادت مصر مبادرات للدفع تجاه الاستخدام الأمثل للأراضي والمياه مع تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية مما يضع المنطقة على طريق توليد مبادرات زراعية مشتركة تقلل من التحديات البيئية.

المؤتمر الدولي وبرامجه المحورية

شهد المؤتمر عدة جلسات تناولت قضايا محورية مثل الاقتصاد الدائري، وآليات تسعير الكربون وقضايا الاستثمار في الابتكار ودور الذكاء الاصطناعي في تحسين النظم البيئية، كما تضمنت المناقشات دعم السياحة البيئية وتوسيع نطاق استغلال الأراضي الصحراوية لتطوير مشاريع زراعية حديثة تعزز من الاعتماد على الزراعة المستدامة كوسيلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي بمشاركة واسعة من علماء وخبراء القطاع البيئي على الصعيدين المحلي والدولي.