«ترقب الأسواق» الذهب يتحرك بحذر وسط انتظار المحادثات الأميركية الصينية

شهدت الأسواق حالة من الترقب والتحركات المحدودة، حيث تزايد الاهتمام بالتطورات الاقتصادية العالمية والمباحثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مع استمرار الكثير من التذبذبات في أسعار الذهب والتي تعكس المشهد العام للطلب على الملاذ الآمن. شهدت الأسواق الدولية والمحلية للذهب تقلبات بين مستويات متعددة نتيجة تأثير البيانات الأمريكية وتحركات الدولار.

أسعار الذهب العالمية وتأثير التذبذبات

سجل سعر أونصة الذهب العالمي استقرارًا عند مستوى 3355 دولارًا للأونصة، مع تسجيله أعلى مستوى خلال التداولات عند 3372 دولارًا بينما بلغ أدنى مستوى 3346 دولارًا، ويعكس هذا التقلب اهتمام المستثمرين بإعادة تقييم الأوضاع الراهنة في ظل استمرار الأزمة التجارية والاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم، بينما يبقى انتظار لقاء محتمل بين الرئيس الأمريكي والصيني هو المحرك الأساسي للتوقعات حول الطلب على الذهب كملاذ آمن.

دور البيانات الاقتصادية في تحديد اتجاه الذهب

تساهم البيانات الاقتصادية، مثل تقرير الوظائف الأمريكية JOLTS، في تهدئة الأسواق إلى حد ما، حيث أظهرت البيانات ارتفاع فرص العمل في الولايات المتحدة، إلا أن زيادة حالات تسريح العمال أثارت بعض القلق، وعلى الرغم من أن التقرير يعكس بعض نقاط الاستقرار الاقتصادي، إلا أن المخاوف ما زالت قائمة مما يدفع البنوك المركزية العالمية إلى زيادة احتفاظها بمعدن الذهب لمواجهة الاضطرابات الاقتصادية المتوقعة.

مشتريات البنوك المركزية وتأثيرها على أسعار الذهب

وصلت مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب إلى 12 طنًا فقط في شهر أبريل، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 12% عن الشهر السابق، ويرجح مجلس الذهب العالمي أن الارتفاع السريع في أسعار الذهب أدى إلى التأثير على قرار الشراء لدى البنوك، هذا التراجع يؤكد الحساسية العالية للسوق تجاه تغيرات الأسعار العالمية، ويزيد من الضغط على الدول لمواجهة مخاطر ارتفاع التضخم والتباطؤ الاقتصادي من خلال تعزيز احتياطياتها من المعدن الثمين.

الوضع المحلي للذهب وأسعار صرف الدولار

على المستوى المحلي، شهد الذهب عيار 21 تداولات متقلبة بين مستويات 4705 جنيه للجرام كافتتاح و4700 جنيه خلال الكتابة، ويعود هذا التذبذب إلى التحركات العرضية في الأسواق العالمية، كما يعتمد بشكل ملحوظ على التراجع التدريجي في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، هذا الوضع أثر بشكل مباشر على تسعير الذهب داخل السوق المصري وأدى إلى تقليص الاتجاه التصاعدي للأسعار المحلية.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

تظل توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية متركزة حول عدة عوامل، أهمها بيانات الوظائف الأمريكية المنتظرة ونوايا البنك الاحتياطي الفيدرالي حول أسعار الفائدة، بالإضافة إلى التطورات المتوقعة في المحادثات بين الولايات المتحدة والصين، تشير توقعات السوق الحالية إلى تحركات عرضية للذهب عند المستويات الحالية مع وجود فرص لتحركات حادة في حال صدور بيانات اقتصادية أو سياسية غير متوقعة.