توقعات أسعار الذهب: كيف يؤثر خفض أسعار الفائدة المستقبلي على سوق الذهب؟

بلغ سعر الذهب أعلى مستوياته في التاريخ، مدفوعًا بتوقعات خفض أسعار الفائدة المرتقبة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. تأتي هذه التوقعات في ظل تصاعد معدلات التضخم والتوترات الاقتصادية والجيوسياسية، مما جعل الذهب الخيار الأول كملاذ آمن للمستثمرين. لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: كيف ستتطور أسعار الذهب خلال الفترات المقبلة؟

ارتفاع أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا بنسبة 0.1% لتصل إلى 3049.89 دولارًا للأوقية، بينما بلغ أقصى مستوى لها خلال الجلسة 3055.96 دولارًا. وفي المقابل، قفزت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.6% لتسجل 3058.40 دولارًا. هذه التطورات تأتي في ظل إقبال واسع من المستثمرين الذين يبحثون عن استثمارات آمنة وسط حالة من القلق بشأن السياسة النقدية المستقبلية.

أسباب استمرار صعود الذهب

تأثر الذهب بعوامل متعددة أبرزها ضعف الدولار الأمريكي، وتصريحات الاحتياطي الفيدرالي التي تشير إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة قريبًا. إلى جانب ذلك، يُرجّح أن التوترات الجيوسياسية وعدم استقرار الأسواق قد دعمت الذهب كأصل استثماري آمن. ووفقًا لمدير شركة “هيراوس ميتالز”، استمرار هذه الظروف يجعل الذهب مهيأً لمزيد من الارتفاع.

كما أكد جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، خلال مؤتمر صحفي مؤخرًا “وجود حالة من عدم اليقين” بخصوص الاقتصاد العالمي. هذا المناخ يزيد من الإقبال على الأصول ذات المخاطر المنخفضة مثل الذهب.

الدولار وضعف عوائد السندات

أدى تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى تعزيز الطلب على الذهب. وأشار خبراء مثل بارت ميليك ومايكل أرون إلى أهمية تخصيص جزء من المحافظ الاستثمارية للذهب بنسبة تتراوح بين 5% و10%.

وصفت التوقعات الخاصة بصعود الذهب، مثل تلك التي قدّمها كريستوفر وونج من “بنك أو سي بي سي”، المستقبل بالإيجابي بالنسبة للمعدن الأصفر. ومع ذلك، قد يشهد السوق تصحيحات سعرية على المدى القصير نظرًا لتأثير المقاومة السعرية المتوقعة بين 3,090 و3,100 دولار.

في النهاية، يظل الذهب خيارًا مفضلًا في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي عالميًا، مما يعزز من جاذبيته كاستثمار طويل الأجل.