«قفزة جديدة» أسعار الذهب تواصل استقرارها قرب أعلى مستوياتها بسبب التوترات التجارية

استقرت أسعار الذهب اليوم عند ارتفاع ملحوظ نتيجة تزايد الطلب العالمي على المعدن النفيس، باعتباره ملاذًا آمنًا لثروات المستثمرين وسط التقلبات الاقتصادية التي يشهدها العالم، مدفوعة بحالة من الضبابية التي تلقي بثقلها على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى المخاوف المتزايدة من تباطؤ النمو العالمي التي تعزز جاذبية الذهب في السعي نحو الأمان والاحتفاظ بالقيمة.

أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية زيادات واضحة، حيث ارتفعت بنسبة 0.6% ليصل سعر الأوقية إلى 3370.67 دولار، ويأتي هذا الارتفاع نتيجة تفضيل المستثمرين للذهب كخيار رئيسي يحمي من تقلبات الأسواق، بينما حققت العقود الآجلة الأميركية أيضًا مكاسب بنسبة 0.5%، مسجلة 3394.90 دولار، مما يعبر عن توقعات إيجابية للذهب في المستقبل القريب ويتماشى مع التوجه نحو تعزيز المراكز الاستثمارية في المعدن الثمين.
لم تكن المعادن النفيسة الأخرى بمنأى عن الارتفاعات السعرية، حيث واصلت الفضة تحقيق مكاسب ملحوظة، إذ ارتفع سعرها بنسبة 0.3% لتصل قيمتها إلى 34.59 دولار للأوقية، وهو ما يعكس الزخم الإيجابي العام في أسواق المعادن، كما سجل البلاتين زيادة بنسبة 0.5% ليصل إلى 1079.62 دولار، مما يعكس طلبًا إضافيًا على هذا المعدن الصناعي، أما البلاديوم فقد حافظ على استقراره عند 1009.94 دولار في ظل هذه التحركات السعرية.

تأثير التوترات التجارية في الأسواق

تلعب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين دورًا رئيسيًا في تعزيز الاستثمارات بالذهب، فالرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين والتهديدات المتعلقة بالمفاوضات التجارية أثارت قلق الأسواق وأثرت على ثقة المستثمرين بالنمو الاقتصادي العالمي، مما دفعهم نحو الذهب كوسيلة لتأمين ثرواتهم وحمايتها من التغيرات المفاجئة والتقلبات غير المستقرة.
علاوة على ذلك، أدى تباطؤ الاقتصاد العالمي وبيانات النمو الضعيفة إلى زيادة الطلب على الذهب، خاصة في ظل توقعات بتباطؤ الاقتصادات الكبرى واحتمالية الركود، هذا الوضع رفع من قيمة الذهب كملاذ آمن، حيث يفضل المستثمرون الاستثمار فيه كخطوة للحفاظ على الثروة في ظل الأزمات المالية وعدم الاستقرار الذي يضرب الأسواق العالمية، ما يظهر الذهب كخيار مهم للمستثمرين في فترات الأزمات الاقتصادية.

توقعات المستثمرين لأسعار الذهب

استمرار المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية على الساحة العالمية يلعب دورًا قويًا في دفع أسعار الذهب إلى مستويات مرتفعة، إذ ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر أي مؤشرات أو تطورات في المفاوضات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، إلى جانب متابعة البيانات الاقتصادية الصادرة عن الأسواق الكبرى، وذلك لتحديد الاتجاه المستقبلي لأسعار المعدن النفيس، مع ترجيح استمرار ارتفاع الطلب على الذهب في ظل المناخ الحالي.
أما عن مستقبل المعدن الأصفر في ضوء هذه التوترات، فمن المتوقع أن يظل الذهب يلعب دورًا محوريًا كملاذ استثماري آمن وثابت القيمة وسط حالة من الحذر الشديد المسيطرة على الأسواق، مع تحقيق مكاسب إضافية إذا استمرت التوترات الاقتصادية في الضغط على النمو العالمي، حيث يعكس هذا التوجه حالة السوق الحالية التي تعكس بدقة دور الذهب كمخزن للقيمة وأداة للتحوط في مواجهة الأزمات.