«أحداث متسارعة» الذهب يرتفع مدفوعًا بتوترات التجارة وتراجع الدولار

ارتفعت أسعار الذهب اليوم لتعكس زيادة ملحوظة في الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن، وسط حالة من الضبابية التي تخيم على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى المخاوف الاقتصادية العالمية، حيث تلقى الذهب دعما إضافيا بسبب ضعف الدولار الأمريكي الذي أدى إلى تعزيز الطلب عليه من قبل المشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.

أسعار الذهب وتأثير ضعف الدولار

شهد الذهب ارتفاعا ملحوظا في المعاملات الفورية بنسبة 0.6 بالمئة ليصل إلى 3370.67 دولار للأوقية في تداولات الصباح المبكرة، وبالمثل صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.5 بالمئة لتسجل 3394.90 دولار؛ ويرجع هذا الارتفاع إلى تراجع قيمة الدولار بنسبة 0.1 بالمئة، مما يجعل المعدن النفيس أقل تكلفة للمستثمرين الأجانب الذين يتعاملون بعملات مختلفة.
صرّح كيلفن وونج، كبير المحللين السوقيين في آسيا والمحيط الهادئ، أن هذا الارتفاع ناتج عن عودة المشترين إلى السوق، وخاصة مع تراجع قوة الدولار الذي شكل محفزا رئيسيا لزيادة الطلب على الذهب، إضافة إلى حالة عدم اليقين التي تتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية العالمية.

أثر التوترات التجارية على سوق الذهب

الأوضاع الاقتصادية المرتبطة بالعلاقات التجارية بين القوى العالمية تؤثر بشكل كبير على سوق الذهب؛ حيث أشار وزير الخارجية الصيني إلى أهمية تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وتهيئتها لتعود إلى المسار الطبيعي، كما يُتوقع أن يجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ لمناقشة الصراعات التجارية المتزايدة؛ مثل هذه الأنباء تزيد من مخاوف الأسواق، مما يسهم بدوره في زيادة الطلب على الذهب كملاذ اقتصادي آمن.
وضمن تداعيات التغيرات التجارية، أعلنت الولايات المتحدة عن قرارها بالتخلي عن زيادة الرسوم الجمركية على الواردات، مما قد يؤدي إلى تخفيف التوترات جزئيا، لكنه لم يمنع زيادة الطلب على الأصول الثابتة كالذهب نتيجة المخاوف الاقتصادية المستمرة.

مخاوف الأسواق العالمية وتأثيرها على الطلب

حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من تباطؤ اقتصادي عالمي قد يكون أشد وطأة مما كان متوقعا، موضحة أن السياسات التجارية الحالية تؤثر سلبا على الاقتصاد الأمريكي، مما يزيد من التوترات في الأسواق ويدفع المستثمرين نحو الذهب كخيار آمن لتجنب مخاطر تقلبات السوق، وعلق وونج بأن تقرير المنظمة يشير إلى زيادة ملحوظة في الطلب على الملاذات الآمنة كالذهب خلال المدى المتوسط؛ هذا الاتجاه أصبح محركا رئيسيا لتغيرات الأسعار في السوق العالمية.
إلى جانب ذلك، أظهرت بيانات اقتصادية حديثة في الولايات المتحدة ارتفاعا في فرص العمل، لكن أيضا سجلت زيادة في عمليات التسريح لأعلى مستوى لها في تسعة أشهر مما يعكس ضعف في سوق العمل، وهو مؤشر آخر عزز الطلب على الذهب خلال الفترة الحالية.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر النمو على الذهب، بل شمل أيضا المعادن النفيسة الأخرى، حيث ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.3 بالمئة لتصل إلى 34.59 دولار للأوقية، وزاد البلاتين بنفس المعدل ليسجل 1079.62 دولار، أما البلاديوم فقد حافظ على استقراره عند 1009.94 دولار، تعكس هذه المعطيات الميل المستمر للمستثمرين نحو الأصول الثابتة في ظل المخاوف الاقتصادية والسياسية.