«تراجع الإقبال» الذهب يستقر بعد بيانات أميركية خفضت الطلب على الملاذ الآمن

استقرت أسعار الذهب بعد تسجيلها تراجعًا في الجلسة السابقة، حيث جاء هذا التراجع مدفوعًا بزيادة عدد الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع، وهو ما عزز من شهية المستثمرين تجاه المخاطر، وأدى إلى دعم قيمة الدولار. يدور تداول الذهب حاليًا عند مستويات قريبة من 3360 دولارًا للأونصة، يعكس هذا الاستقرار تصورًا لترابط الأحداث الاقتصادية مع تحركات المعدن الثمين وسوق العملات الدولية.

أسعار الذهب وأداء الأسواق العالمية

شهد المعدن النفيس انخفاضًا بنسبة 0.8% خلال تعاملات يوم الثلاثاء، وهو ما تزامن مع تعافي الاقتصاد الأمريكي على خلفية زيادة الوظائف الشاغرة، الأمر الذي ساهم في تقوية الدولار مقابل العملات الأخرى. بلغ ارتفاع الذهب منذ بداية العام حوالي 28%، ليبقى أقل من أعلى مستوى له على الإطلاق بأقل من 200 دولار. هذا الأداء يدفع مراقبي السوق إلى تحليل العلاقة بين أسعار الذهب والمخاطر العالمية التي يتفاعل معها.

الذهب ملاذًا آمنًا في الأزمات الجيوسياسية

يبقى الذهب أحد أهم الخيارات التي تعتمد عليها الأسواق كملاذ آمن وسط التوترات التجارية والجيوسياسية. تتزايد هذه التوترات مع تصاعد المخاطر المرتبطة بالأجندة الاقتصادية والسياسية لرؤساء الدول الكبرى، ما يدفع المستثمرين إلى التخلص من الأصول عالية المخاطر لصالح الأصول الآمنة كالمعادن النفيسة. وعلى الرغم من الاضطرابات، تواصل المؤسسات المالية، وعلى رأسها البنوك المركزية، دعم الأسعار من خلال زيادة احتياطاتها من الذهب، حيث تعتبر ذلك وسيلة للحماية من مخاطر الدولار وضعف الاقتصادات.

التوترات التجارية وتأثيرها على الذهب

التوترات بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين تحمل تأثيرًا مباشرًا على الذهب. مؤخرًا، رفعت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية المفروضة على واردات الصلب والألمنيوم إلى مستويات قياسية، مما دفع الصين إلى تبني موقف صارم وتهديدها باتخاذ تدابير انتقامية. من جانبها، تحذر دول مثل الاتحاد الأوروبي من تبعات الاقتصادات الأحادية التي قد تعمق الأزمات التجارية العالمية. انعكاس ذلك يتمثل في تقلب أسواق السلع والذهب على وجه الخصوص، الذي يرتفع في أوقات الأزمات باعتباره ملاذًا آمنًا.

مؤشرات التوظيف وتأثيرها على أسعار الذهب

تتركز الأنظار حاليًا على المؤشرات المرتبطة بسوق العمل في الولايات المتحدة، أهمها تقرير الوظائف الشهري، الذي ينتظر أن يكون له انعكاسات واضحة على حركة الأسواق. ويمثل رفع أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي عاملاً مهمًا يراقبه المستثمرون عن كثب. ومع ذلك، فإن بيئة التيسير النقدي واستمرار أسعار الفائدة المنخفضة تعزز جاذبية الذهب كخيار مفضل للمستثمرين في مواجهة ضعف العوائد من الأصول الأخرى.

العامل التأثير على الذهب
زيادة الوظائف في الولايات المتحدة دعم الدولار مقابل الذهب
التوترات الجيوسياسية زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن
أسعار الفائدة المنخفضة تعزيز جاذبية الذهب