ناقد فني يكشف إيجابيات وسلبيات الدراما المصرية ويدعو لإعادة تقييم المنظومة الفنية بالكامل

تعد الدراما المصرية واحدة من أهم الأدوات الثقافية المؤثرة في تشكيل وعي المجتمع ونقل قيمه وتحدياته. ومع ذلك، تواجه هذه الصناعة تحديات عدة تتراوح بين الإيجابيات التي تسهم في رفع الوعي بأهمية القضايا المجتمعية، والسلبيات التي تحتاج إلى معالجات جذرية لتحسين الصورة العامة وتقديم محتوى يعكس القيم الحقيقية للمجتمع المصري.

إيجابيات الدراما المصرية

تلعب الدراما المصرية دورًا محوريًا في المجتمع من خلال تسليط الضوء على قضايا هامة ومؤثرة. وكما أشار الناقد الفني علي الكشوطي، فإن هناك أعمالا درامية متميزة تطرح موضوعات ذات أبعاد اجتماعية وثقافية عميقة، وتترك أثرًا إيجابيًا في الجمهور. وتشكل هذه الأعمال وسيلة فعّالة لتوظيف القوة الناعمة في تغيير المفاهيم ورسم صورة إيجابية للثقافة المصرية أمام العالم. تُعد الدراما الرمضانية تحديدًا فرصة ذهبية لتقديم قصص تلامس وجدان الجمهور وتتناول جوانب واقعية تحفّز على التفكير في الحلول.

سلبيات الدراما المصرية

رغم نجاح بعض الأعمال، إلا أن هناك العديد من السلبيات التي يجب الوقوف عندها. أبرز هذه المشكلات هو تقديم شخصيات نمطية للبطل الشعبي، بصورة غير واقعية، تُظهره كشخص لا يُقهَر ويلجأ للعنف والألفاظ غير اللائقة. كما يرى الكشوطي أن المبالغة في تسليط الضوء على السلبيات المستمدة من الواقع دون معالجتها بشكل بنّاء، تخلق مأزقًا اجتماعيًا، إذ قد يراها البعض نماذج يُحتذى بها.

يُضاف إلى ذلك تراجع المسؤولية الاجتماعية لدى بعض صناع الدراما، بينما من المفترض أن يدركوا تأثير العمل الدرامي في تشكيل عقول الأجيال الجديدة وضرورة تقديم أعمال تعزز القيم الإيجابية.

ضرورة إعادة تقييم المنظومة الدرامية

يؤكد علي الكشوطي أن الدراما المصرية بحاجة لإعادة تقييم شاملة، من أجل تقديم محتوى أكثر اتزانًا وواقعية. وهذا يتطلب دعمًا من صناع القرار ومؤسسات الدولة لإنتاج أعمال تهدف إلى تعزيز القيم النبيلة وإلهام الأجيال القادمة. الدراما ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل وسيلة للتغيير والسعي نحو مجتمع أفضل.