«انخفاض مفاجئ» الذهب يهبط عند التسوية وسط صعود قيمة الدولار

شهدت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً مع نهاية تعاملات اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع ارتفاع مؤشر الدولار وترقب الأسواق العالمية لاتصال محتمل بين الرئيسين الأمريكي والصيني خلال هذا الأسبوع، ويأتي ذلك في ظل تطورات مستمرة تؤثر على حركة الأسواق، مما يزيد من حساسية المعادن الثمينة تجاه تقلبات الاقتصاد الكبيرين، إذ يرتبط الذهب عادة بضعف الدولار والتوجهات الاستثمارية.

تراجع أسعار الذهب في الأسواق العالمية

انخفضت العقود الآجلة للمعدن الأصفر، الذي يُعرف بقيمته كملاذ آمن، حيث سجل تسليم عقود أغسطس انخفاضاً بنسبة 0.60%، ما يعادل خسارة مقدارها 20.1 دولار لتصل إلى 3377.10 دولار مع نهاية التداولات، ويُعزى الانخفاض إلى الصعود النسبي لقيمة الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية، وهو ما يؤثر سلباً على جاذبية الذهب المقومة بالدولار للمستثمرين الأجانب، حيث يعتمدون في قراراتهم على قوة القوة الشرائية.

انعكاس أداء الدولار الأمريكي على الذهب

من جانب آخر، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي خلال تعاملات اليوم بنسبة 0.53% ليستقر عند مستوى 99 نقطة بعد أن كان قد تراجع إلى أدنى مستوى له في الشهر خلال التعاملات الصباحية، يعتبر هذا التطور دليلاً على استمرار تفاعل العملة الأمريكية مع البيانات الاقتصادية المتغيرة، مما يزيد التحدي أمام الذهب لتحقيق مكاسب إضافية خصوصاً في ظل ارتباط أسعار الذهب عكسياً بأداء الدولار.

ترقب في الأسواق واتصال محتمل بين أمريكا والصين

تشهد الأسواق المالية حالة من الحذر والترقب، حيث ينتظر المستثمرون تفاصيل عن إمكانية حدوث مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني هذا الأسبوع، وتحمل هذه المكالمة أهمية لأنها تتعلق بالعلاقات التجارية بين الاقتصادين الأكبر عالمياً، ويتوقع العديد من المحللين أن تؤدي هذه التقلبات السياسية إلى تأثيرات مباشرة على قرارات الاستثمار في الذهب بوصفه أصلًا آمنًا، إذ تعتمد ذلك على مدى تطور التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.

بيانات سوق العمل الأمريكي وتأثيرها

أظهرت البيانات الرسمية الاقتصادية التي صدرت خلال اليوم مؤشرات متباينة حول سوق العمل في الولايات المتحدة، فقد ارتفعت فرص العمل المتاحة خلال شهر أبريل بشكل طفيف مقارنة بالشهر السابق، بالتوازي مع تزايد عمليات التسريح من الوظائف وهو ما قد يشير إلى تباطؤ وتيرة النشاط الاقتصادي داخل السوق الأمريكية، هذا المزيج من الأرقام يشكل ضغطاً مزدوجاً على قرارات مستثمري المعادن الثمينة، إذ يعكس التغيرات التي قد يؤثر بها أداء الاقتصاد الكلي على توجهات الذهب.

تغير أسعار الذهب وعلاقتها بالمؤشرات الاقتصادية

تعكس هذه المؤشرات المشهد الحالي الذي يحيط بحركة الأسواق، حيث يتأثر الذهب بشكل مباشر بعوامل مثل تغير قيمة الدولار وتوقعات المستثمرين تجاه الأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية، مما يزيد من تعقيد التوقعات المتعلقة بمستقبل أسعاره خلال الأيام المقبلة.