«تطورات جديدة» الذهب يتراجع وترقب لمحادثات أمريكا والصين الاقتصادية

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا لافتًا خلال جلسات التداول الأخيرة، حيث جاء ذلك مع توجه المستثمرين إلى جني الأرباح بعد الارتفاعات الكبيرة التي سجلها المعدن النفيس في الجلسات السابقة، وقد شمل هذا التراجع العقود الآجلة للذهب والفضة وكذلك أسعار المعادن الأخرى، حيث أثرت البيانات الاقتصادية العالمية والنمو الضعيف على أداء الأصول الاستثمارية، ما جعل أسعار الذهب ترتبط بشكل أكبر بالمستجدات الاقتصادية والسياسية.

انخفاض أسعار الذهب وتراجع العقود الآجلة

شهدت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أغسطس تراجعًا حيث انخفضت بنسبة 0.55%، بما يعادل 18.7 دولار للأوقية لتصل إلى مستوى 3378.50 دولارًا، هذا الانخفاض يأتي بعد إغلاق أفضل جلسة منذ ثلاثة أسابيع مضت والتي شهدت ارتفاعًا كبيرًا بنسبة 2.5%، ومع الأسعار الفورية للذهب، انخفضت أيضًا بنسبة 0.73%، حيث فقدت 24.79 دولار مسجلة 3356.8 دولارًا للأوقية، ويعتبر هذا الانخفاض مؤشراً على الضغوط المتزايدة التي يواجهها سوق الذهب عالميًا.

تراجع أسعار الفضة والبلاديوم

لم يكن الذهب المعدن الوحيد الذي شهد تراجعًا، بل امتد الانخفاض ليشمل معادن نفيسة أخرى، حيث هبطت عقود الفضة تسليم يوليو بنسبة بلغت 0.62% لتستقر عند سعر 34.48 دولار للأوقية، كما سجل البلاديوم انخفاضًا بنسبة 0.82% ليصل سعره إلى 1059.61 دولار، ويرتبط هذا التراجع بأسعار المعادن النفيسة المختلفة بارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي ومع استمرار حالة الحذر التي تطغى على الأسواق العالمية نتيجة التطورات التجارية المتواصلة.

ارتفاع مؤشر الدولار وتأثيره على الذهب

ساهم ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بتفاقم الضغوط على أسعار الذهب، فقد ارتفع المؤشر بنسبة 0.49% ليصل إلى مستوى 99.19 نقطة، يُذكر أن الذهب يُسعر بالدولار الأمريكي، مما يشير إلى أن ارتفاع قيمة الدولار يجعل شراء الذهب أقل جاذبية بالنسبة للمستثمرين الدوليين، إذ أصبح من الصعب الاحتفاظ بالمعدن النفيس وسط هذه الأوضاع المتقلبة، ويتزامن هذا مع تزايد احتمالات تعديل السياسة النقدية بعد صدور البيانات الاقتصادية.

التوترات السياسية وتأثيرها على أسعار الذهب

فيما يخص الجانب السياسي، فقد زادت الأسواق ترقبًا، حيث أشار البيت الأبيض إلى احتمال إجراء مكالمة هاتفية مرتقبة بين الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني، وذلك لمناقشة القضايا المتعلقة بالتعريفات الجمركية، وتشكل مثل هذه الأحداث فرصة للتحركات في الأسواق، خاصة إذا أثمرت هذه المحادثات عن خطوات تقلل من حدة النزاعات التجارية التي لطالما أثرت على الاقتصاد العالمي ومستقبل الأصول الآمنة كالذهب.

ترقب البيانات الاقتصادية وأهميتها

يشهد المستثمرون حالة من الترقب لنشر البيانات الاقتصادية الأمريكية والتي تشمل تقرير الوظائف المتاحة وطلبيات المصانع، حيث ينتظر الجميع صدور التقرير الرسمي للتوظيف الشهري في الأسبوع الحالي، وتلعب هذه البيانات دورًا حيويًا في تحديد مستقبل سياسات الاحتياطي الفيدرالي، إذ من الممكن أن تدفع نحو رفع أسعار الفائدة أو إبقائها دون تغيير، مما ينعكس بشكل مباشر على أداء الذهب والمعادن الأخرى في الأسواق المالية العالمية.