«حرارة مرتفعة» مربعانية القيظ تبدأ في الجزيرة العربية بارتفاع متزايد يوميًا

تُعد “مربعانية القيظ” واحدة من أبرز المراحل المناخية التي تشهدها الجزيرة العربية، حيث ترتبط هذه الفترة ببدء فصل الصيف فعليًا، وتعتبر من أكثر المواسم حراً، حيث تصاحبها أطول نهارات العام وأقصر لياليه، ويتسم هذا الموسم المناخي بارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، مما يؤثر بشكل كبير على معظم مناطق الخليج العربي؛ ويبرز بشكل رئيسي في مظاهره الجوية المغايرة.

بداية مربعانية القيظ وعلاقتها بموسم الكنة

مربعانية القيظ تستمر لمدة أربعين يومًا، وتبدأ مباشرة بعد نهاية موسم “الكنة”، الذي يتصف بحرارة النهار مع اعتدال ليلي نسبي، وسُمِّيَت بذلك نسبة إلى مدتها الزمنية البالغة 40 يوماً، وتُعد هذه المربعانية واحدة من أشدّ فصول العام حرارة في مناطق الجزيرة العربية، حيث تُحدث تغيرات جوية واضحة في درجات الحرارة وتصاحبها هبوب رياح شديدة أحياناً، مما يجعلها مرحلة انتقالية مهمة في المناخ السنوي للمنطقة.

نوء الثريا ودوره في تحديد بداية مربعانية القيظ

تُعلن مربعانية القيظ بدايتها باقترانها مع طلوع نوء الثريا، حيث يشكل هذا النوء بداية هذه المرحلة المناخية التي تتزامن مع ثلاثة أنواء رئيسية هي: الثريا، الدبران، والهقعة، ويمتد كل من هذه الأنواء لمدة 13 يومًا، وتبرز أهمية الثريا الفلكية في توفير علامة واضحة عن بدء موسم حار وممتد، مما يجعلها نقطة مرجعية لفهم التقلبات المناخية وارتفاع درجات الحرارة في هذا التوقيت من كل عام، وفق ما يتبعه العلماء في الفلك وربطهم للمواسم الطبيعية بالأنواء.

اختلاف مربعانية القيظ عن مربعانية الشتاء

على الرغم من تشابه المسميات، إلا أن مربعانية القيظ تختلف جذريًا عن مربعانية الشتاء، فالأخيرة تُستهل بنوء “الإكليل” وتميل إلى البرودة، في حين أن مربعانية الصيف تشهد انحباس درجات الحرارة مع هبوب رياح شمالية غربية نشطة صباحاً تتراجع تدريجيًا عند الغروب، بالإضافة إلى تعامد أشعة الشمس على الأرض في منتصفها، مما يزيد من تأثير الحرارة الناتجة عن الأرض ذاتها بسبب الطاقة المختزنة ضمن باطنها، ما يؤدي إلى تأجيج الجو المحيط بوضوح.

نضوج ثمار النخيل وعلامات قطف الرطب

تُعد نهاية مربعانية القيظ مؤشراً زراعياً هاماً، حيث يبدأ معها نضوج ثمار النخيل ليعلن انطلاق موسم جَني الرطب في العديد من المناطق الزراعية، وهو ما يُشكل مظهراً تقليديًا بارزاً يعكس تلك الخصائص المناخية الحارة، ويستفاد من هذا الموسم في تعزيز النشاط الزراعي ودعم الإنتاج المحلي، مما يبرز الدور الكبير الذي تلعبه هذه المربعانية في تحديد معطيات الموسم الزراعي والظواهر المرتبطة به.

ظاهرة حر الانصراف وبلوغ الأوج الأرضي

تشهد المربعانية في نهاياتها ظاهرة ما يُعرف بـ”حر الانصراف”، إذ تصل الحرارة خلالها إلى أقصى مستوياتها، خصوصًا عند سكون الرياح وارتفاع الرطوبة، ويساهم الغبار العالق في الأجواء بتقليل سطوع أشعة الشمس نوعًا ما، وتصل الأرض في هذه الفترة إلى نقطة “الأوج الأرضي”، وهي أبعد نقطة تتواجد فيها عن الشمس، ما يوفر تخفيفًا نسبيًا لتأثير الأشعة، ولكنه لا يُلغي الطقس الحار الذي يطغى على هذه المرحلة.