«هبوط مفاجئ» الذهب يخسر مكاسبه السابقة بعد موجة جني الأرباح

انخفضت أسعار الذهب في السوق الأوروبية اليوم وسط محاولات تصحيحية نشطة وجني للأرباح، حيث تحاول العملة الأمريكية التعافي من مستويات منخفضة سجلتها مؤخراً، في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق العالمية بيانات هامة ومؤثرة عن سوق العمل الأمريكي، تُسلط النتائج المرتقبة الضوء على احتمالات تعديل أسعار الفائدة الأمريكية من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

تراجع أسعار الذهب وتأثير العملة الأمريكية

شهدت أسعار الذهب انخفاضاً ملموساً اليوم بنسبة 0.9% لتصل إلى 3,351.26 دولار، مقارنة بسعر افتتاح التداول عند 3,381.53 دولار، حيث سبق أن وصلت الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ 8 مايو الماضي عند 3,392.25 دولار، وتعود هذه التراجعات إلى عمليات تصحيح للسوق وانتعاش العملة الأمريكية من أدنى مستوياتها في ستة أسابيع، إذ ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.35%، مما دعم انتعاشه مقابل العملات الأخرى.

محاولات التعافي للعملة الأمريكية

عُززت عمليات التعافي التدريجي للعملة الأمريكية مع مساعي إدارة الرئيس الأمريكي لتهدئة الأوضاع التجارية مع الصين، حيث أكدت الإدارة الأمريكية على قرب إجراء محادثات هامة بين الرئيسين الأمريكي والصيني لبحث سُبل التوصل إلى اتفاقية نهائية تنهي القيود التجارية الحالية، يُعد صعود الدولار عاملاً هاماً في التأثير مباشرة على أسعار الذهب العالمية لما تربطهما من علاقة عكسية واضحة.

ارتباط أسعار الذهب بقرارات الفائدة الأمريكية

تُراقب الأسواق حالياً مستجدات السياسة النقدية في الولايات المتحدة، خاصة في ظل التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي، مشيرين إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة الأمريكية لاحقاً، تُظهر بيانات أداة فيد ووتش أن احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماعات القادمة لا تزال مفتوحة، والتي قد تُلقي تأثيراً كبيراً على أداء الذهب في السوق العالمية.

إحصائيات داعمة حول الذهب وأسعاره

بالإضافة إلى تطورات العلاقة بين الدولار الأمريكي والذهب، تظهر حيازات صندوق SPDR Gold Trust أن المستثمرين لا يزالون يحافظون على استثماراتهم في الأصول الذهبية، حيث ارتفعت حيازاته بنحو 2.87 طن متري لتصل إلى 933.07 طن متري، وهو المستوى الأعلى منذ منتصف الشهر الماضي، هذه المعطيات تعكس استمرار ثقة المستثمرين في الذهب كوسيلة تحوط موثوقة.

أثر البيانات الاقتصادية المرتقبة

تُعد البيانات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة مثل فرص العمل ووظائف القطاع الخاص وتقرير الوظائف الشهري محورية في تحديد مسار أسعار الفائدة وبالتالي أسعار الذهب، حيث ستكون هذه المؤشرات بمثابة الأساس الرئيسي للتحركات المستقبلية في السوق، إذ تمتد تأثيراتها لتشمل الذهب والعملات الرئيسية الأخرى على حد سواء.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب

رغم التراجعات الحالية، يشير بعض الخبراء الماليين إلى أن أسعار الذهب قد تستمر في التذبذب بين عوامل متناقضة، حيث ترتبط بشكل مباشر بتطورات سياسية عالمية مثل الاتفاقيات التجارية، وأيضاً بمعدلات الفائدة، لذا يُنصح المستثمرون بمراقبة مؤشرات الاقتصاد الأمريكي بشكل دقيق لتوقع التحركات القادمة بشكل أكثر دقة.