«وداع مؤثر» ناظم حكمت أبرز محطات حياته ورحيله في 1963

ولد الشاعر التركي ناظم حكمت في 15 يناير 1902 في سالونيك بتركيا، وكان يمتاز بشخصيته الثورية وروحه المتمردة التي ظهرت بوضوح في قصائده، حيث تحدى الإقطاعية والنظام السياسي الحاكم آنذاك، كما شارك في حركة أتاتورك، إلا أنه سرعان ما اصطدم مع النظام ليتم اعتقاله حتى عام 1950، ثم فر بعد ذلك إلى الاتحاد السوفيتي، يعبر شعر ناظم حكمت عن حبه للوطن وللعالم، متناولاً قيم العدالة والحرية، مما جعله أحد أبرز أصوات الأدب الثوري في القرن العشرين.

ناظم حكمت وتأثيره على الأدب العربي

كان لناظم حكمت تأثير كبير على شعراء العالم العربي، حيث استلهم الكثير منهم عمق أفكاره وبساطة لغته وروحه الصوفية المتقنة، من بين هؤلاء الشعراء عبد الوهاب البياتي وبلند الحيدري وأيضًا نزار قباني، قدم حكمت قصائد تنقل صورًا حية وثرية حول قضايا الفقراء والعدالة الاجتماعية، واستطاع أن يمزج بين ثورته الداخلية وتمرده السياسي بعاطفة إنسانية نقية ذات طابع كوني، كما تأثرت قصائده بالثقافات الغربية والعربية على حد سواء، مما أضاف إليها بعدًا عالميًا متجددًا.

ناظم حكمت ومواقفه الثورية

لم تقتصر أشعار ناظم حكمت على الحب والطبيعة فقط، بل كانت بمثابة سلاح قوي يعبر من خلاله عن آرائه السياسية والاجتماعية، حيث عارض حكمت فكرة الوطن المبني على استعباد الفقراء واستغلالهم، ورفض فكرة القمع السياسي، إذ أشار في أحد أقواله الشهيرة إلى أن الوطن ليس مكانًا لمن يعيشون بنهب ثرواته واستغلال شعبه؛ بل هو مكان ترتبط فيه الحرية بالعدالة، موقفه هذا جعله عرضة للاضطهاد من قبل السلطات التركية، التي منعت نشر أشعاره وسحبت جنسيته عام 1951.

المواقف الصوفية في شعر ناظم حكمت

رغم كون ناظم حكمت ذا ميول شيوعية، إلا أن الجانب الصوفي كان حاضرًا بقوة في قصائده، حيث كتب عن جمال الكون والمحيطين به بعين تأملية تعبر عن شغفه الداخلي للحقيقة والروحانية، أشار إلى أن أجمل اللحظات هي تلك التي لم نعيشها بعد، وأجمل الكلمات هي التي لم نقلها، مما يوحي برغبة داخلية دائمة في البحث عن الجمال الخفي وبناء عوالم جديدة مليئة بالأمل والسلام.

ناظم حكمت والمعاناة في المنفى

بعد منعه من تركيا وهروبه إلى الاتحاد السوفيتي، عاش ناظم حكمت سنواته الأخيرة في الغربة، لكنه ظل متشبثًا بشغفه لبلده وأفكاره الثورية، توفي في موسكو في الثالث من يونيو عام 1963، بعد سنوات من الصراع النفسي بين حبه لوطنه وبين اضطهاده من حكومته، وفي مشهد يبرز انتصار الفكر والحرية حتى بعد الموت، أعادت تركيا إليه جنسيته في عام 2009، أي بعد 58 عامًا من إسقاطها.

الحياة الشخصية التفاصيل
تاريخ الميلاد 15 يناير 1902
مكان الميلاد سالونيك، تركيا
تاريخ الوفاة 3 يونيو 1963
مكان الوفاة موسكو، الاتحاد السوفيتي