«قفزة مفاجئة» الذهب يرتفع مع انخفاض الدولار وترقب خفض الفائدة الأمريكية

ارتفعت أسعار الذهب بصورة ملحوظة خلال تعاملات اليوم في السوق الفورية، حيث بلغت نسبة الزيادة 2.18% لتصل إلى 3360.13 دولار للأونصة، يأتي هذا الصعود مدفوعاً بعدة عوامل جيوسياسية واقتصادية، بالإضافة إلى تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، مما عزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين وسط هذه التحديات.

ارتفاع أسعار الذهب وأسباب الدعم

شهدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة ارتفاعاً بنسبة 0.7% لتصل إلى 3315.00 دولاراً للأونصة، فضلاً عن تسجيل المعادن الأخرى، كالفضة والبلاتين والبلاديوم، زيادات طفيفة، تأتي هذه المكاسب في ظل توترات تجارية متصاعدة على الساحة الدولية، حيث أعلن دونالد ترمب خططاً لمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم من 25% إلى 50%، وهو ما دفع الأسواق إلى التقلب والتوجه نحو الأصول الآمنة.
رداً على ذلك، أصدر الاتحاد الأوروبي تحذيرات بشأن اتخاذ إجراءات مماثلة للتخفيف من تداعيات الرسوم الأمريكية، كما حذر وزير الصناعة في كندا من إجراءات مضادة، مما أدى إلى مخاوف متزايدة من تأثير تلك الإجراءات على الاقتصاد العالمي والاستثمارات الدولية، وفي الوقت نفسه، ساهمت التوترات بين روسيا وأوكرانيا في تعزيز طلب المستثمرين على الذهب.

دور التوترات الجيوسياسية في زيادة الطلب على الذهب

التصعيد الجيوسياسي بين روسيا وأوكرانيا أدى إلى زخم إضافي للأسواق، حيث شهدت الأيام الأخيرة هجمات متبادلة بالطائرات المسيرة على المناطق العسكرية، بما في ذلك استهداف مطارات عسكرية داخل روسيا وهجوم تسبب في انهيار جسر على قطار ركاب، وفي المقابل، كثفت موسكو هجماتها على كييف قبل المحادثات المرتقبة، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق ودفع المستثمرين إلى الاستفادة من قوة الذهب كأداة للتحوط.
التوترات الجيوسياسية غالباً ما تؤدي إلى زيادة الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب، حيث يبدأ المستثمرون بالابتعاد عن الأدوات المالية الأكثر عرضة للمخاطر لصالح السوق الفورية والمعدن النفيس كمخزن للقيمة.

توقعات الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها على أسعار الذهب

بجانب العوامل الجيوسياسية، عززت التوقعات المتعلقة بسياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من جاذبية الذهب، حيث أظهرت بيانات الاقتصاد الأمريكي ارتفاع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 2.1% خلال شهر أبريل، وهو أقل من التوقعات السابقة البالغة 2.2%، وفق تقارير CNBC، يتوقع المستثمرون أن يتم خفض معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بحلول نهاية العام، مما يجعل الذهب خياراً مغرياً للاستثمار نظراً لأنه لا يدر عائداً مباشراً بل يحتفظ بقيمته على المدى البعيد.

استقرار الذهب بعد خسائر الأسبوع الماضي

رغم انخفاض أسعار الذهب بنسبة 2% في الأسبوع الماضي، إلا أنه استعاد زخمه مدعوماً بارتفاع الطلب العالمي، يشكل الذهب خياراً استثمارياً هاماً في ظل تزايد المخاطر المالية والاقتصادية، حيث يميل الكثيرون إلى شراء الذهب في أوقات عدم الاستقرار استعداداً لأي تدهور اقتصادي محتمل أو تقلبات في الأسواق الأخرى.
بذلك، يعكس أداء المعدن الأصفر توجهات الأسواق العالمية ومحاولات المستثمرين لحماية أصولهم من المخاطر المحيطة بالتجارة الدولية والوضع السياسي المعقد الحالي.