«قفزة جديدة» الذهب يسجل ارتفاعًا 2% وسط توترات تجارية وجيوسياسية عالمية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة تقارب 2% يوم الاثنين، حيث سجلت أعلى مستوى لها خلال أسبوع، وجاء هذا الصعود مدفوعاً بازدياد الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن نتيجة التوترات الجيوسياسية المستمرة بين روسيا وأوكرانيا والخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وشهد الذهب الفوري زيادة كبيرة بنسبة 1.9% ليصل إلى 3352.69 دولار للأونصة، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب لتصل إلى 3377.50 دولار.

أسعار الذهب والعلاقة بتراجع الدولار

أسعار الذهب استفادت بشكل كبير من هبوط مؤشر الدولار بنسبة تصل إلى 0.5%، فقد كان هذا الانخفاض نتيجة إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن عزمه مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم إلى 50%، مما ساهم في الهبوط بقيمة الدولار، وقد أثارت الخطوة رد فعل غاضباً من الصين التي اتهمتها الولايات المتحدة بانتهاك اتفاقيات التصدير الخاصة بالمعادن الحيوية، وهو ما زاد من حدة الخلافات بين البلدين، هذا الانخفاض في قيمة الدولار يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الحاملين لعملات أخرى، مما أدى إلى تعزيز ارتفاع الطلب على المعدن النفيس.

التوترات الجيوسياسية تعزز أسعار الذهب

التوتر المتصاعد بين روسيا وأوكرانيا ساهم في دفع أسعار الذهب إلى مستويات مرتفعة، حيث إن الأسواق أصبحت أكثر حذراً في ظل تصاعد البلدين النزاعات العسكرية والاقتصادية تزامناً مع جولة جديدة من محادثات السلام في إسطنبول، وقد صاحب تلك الأحداث ضربات جوية من الجانب الأوكراني وردود من روسيا بالطائرات المسيّرة، ومن جهته، أشار مراقبون بأن الذهب يظل الخيار الأكثر أماناً للأفراد والمستثمرين وسط اضطرابات عالمية كهذه، فضلاً عن أن الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين أصبحت من العوامل الضاغطة التي تؤدي إلى تقلبات الأسواق وبالتالي زيادة الإقبال على الذهب.

الدور المحتمل للاحتياطي الفيدرالي الأميركي

يترقب المستثمرون العديد من التصريحات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في الأسبوع الحالي، بما في ذلك كلمة رئيس البنك جيروم باول التي قد تحدد ملامح السياسة النقدية المقبلة، عادة ما ترتبط أسعار الذهب عكسياً بأسعار الفائدة، حيث يزداد الطلب على المعدن الأصفر عند توقع خفض الفوائد نتيجة ضعف بقية أدوات الاستثمار، كما أصبح الذهب وجهة جذابة في ظل وجود بيئة تعكس الغموض الاقتصادي والسياسي بما يؤمن على رأس المال من مخاطر الخسائر الكبيرة.

تأثير أسعار المعادن الثمينة الأخرى

في سياق مرتبط، شهدت المعادن الثمينة الأخرى زيادات متفاوتة، إذ ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 1.3% إلى 33.42 دولار للأونصة، بينما واجه البلاتين انخفاضاً طفيفاً بلغ 0.4% ليصل إلى 1051.95 دولار، وعلى الجانب الآخر ازداد البلاديوم بنسبة طفيفة 0.1% مسجلاً 972.25 دولار، ويوضح هذا التنوع في الأداء للمستثمرين الخيارات الموجودة للتحوّط أو الاستفادة من التقلبات في الأسواق الحالية.

التحولات المستقبلية في سوق الذهب

تشير البيانات إلى أن أسعار الذهب لا تزال في اتجاه صعودي نتيجة العديد من العوامل المتشابكة، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية العالمية والخلافات التجارية، وبالرغم من استقرار بعض القطاعات الاقتصادية، تظل الأوضاع العالمية المليئة بالمخاطر مؤثراً رئيسياً يعزز مكانة الذهب كخيار استثماري أول للبنوك والمؤسسات الاستثمارية وكذلك الأفراد الباحثين عن استقرار طويل الأجل.