«ارتفاع قياسي» أسعار الذهب ترتفع مع تراجع الدولار وتصاعد التوترات العالمية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قويًا بداية الأسبوع الحالي، حيث استفادت من تراجع الدولار الأميركي ومن حالة القلق المتصاعدة بشأن قضايا التجارة الدولية والأحداث الجيوسياسية، إذ يعتبر الذهب الملاذ الآمن الذي يتجه إليه المستثمرون خلال فترات الاضطرابات العالمية، الأمر الذي يعزز من جاذبيته ويؤثر على تحركات أسعاره في الأسواق.

أسعار الذهب اليوم تحديث مباشر

أظهرت التداولات اليومية ارتفاعًا ملحوظًا في سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة بلغت 0.6% ليصل إلى مستوى 3309.89 دولارًا للأونصة، كما صعدت العقود الأميركية الآجلة لتشهد المستوى ذاته تقريبًا بنسبة 0.6% عند 3333.30 دولارًا، هذا الأداء القوي تعزز بسبب ضعف مؤشر الدولار الأميركي الذي سجل تراجعًا بنسبة 0.1%، الأمر الذي يجعل الذهب أكثر جاذبية بالنسبة للمستثمرين الذين يحتفظون بعملات بديلة.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

استمرار التحركات الإيجابية في أسواق الذهب جاء مدعومًا بعدة عوامل رئيسية، أبرزها إعلان الولايات المتحدة نيتها رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم من 25% إلى 50%، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي لتحذير واشنطن من اتخاذ تدابير معاكسة، كما أن التوترات السياسية بين روسيا وأوكرانيا قد لعبت دورًا في زيادة التقلبات في الأسواق، حيث شهدت الأيام الأخيرة هجمات متعددة بالطائرات المسيرة، بالإضافة إلى استهدافات دقيقة لمنشآت عسكرية روسية، مما يؤجج احتمالات استمرار الصراعات.

التأثير المتوقع للتوجهات النقدية

التوقعات تشير إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد يتجه نحو خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بحلول عام 2025، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على قيمة الدولار الأميركي والطلب على الذهب، كذلك أظهرت أحدث البيانات الاقتصادية الأميركية ارتفاع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 2.1% خلال أبريل الماضي، مقارنة بتوقعات عند 2.2%، وهذا يجعل الأسواق تترقب مزيدًا من التحركات في السياسة النقدية الأميركية، مما قد يعزز من جاذبية الاستثمار في الذهب كمتجر للقيمة في ظل هذه التغيرات المستقبلية.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

بجانب أسعار الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات ملحوظة، حيث سجلت الفضة صعودًا طفيفًا بنسبة 0.2% لتصل إلى 33.04 دولارًا للأونصة، بينما تراجع البلاتين بنفس النسبة ليستقر عند 1054.28 دولارًا، أما البلاديوم فقد حافظ على استقراره عند مستوى 970.79 دولارًا دون تغيّر، تُظهر هذه التحركات قوة ترابط أداء هذه المعادن مع ديناميكيات السوق العالمية وتوجه المستثمرين نحو تنويع استثماراتهم.

مؤشرات مستقبلية لأسعار الذهب

يمكن تلخيص التحركات الإيجابية في أسعار الذهب بأنها ناتجة عن العديد من العوامل الاقتصادية والسياسية، بدءًا من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة وحتى التغيرات المنتظرة في السياسات النقدية، كل هذه المتغيرات تجعل أسعار الذهب متجهة نحو المزيد من التقلبات خلال المراحل القادمة، خاصة إذا استمرت حالة عدم الاستقرار على صعيد التجارة الدولية والأزمات السياسية، مما يضع الذهب في دائرة الضوء للمستثمرين الباحثين عن أصول آمنة.