إن الإسكندرية، تلك المدينة العريقة التي أُنشئت على يد الإسكندر الأكبر، تواجه اليوم تهديدات مناخية كبيرة قد تؤدي لغرقها بالكامل بحلول عام 2050، حيث تتركز تلك التحديات حول ارتفاع مستوى سطح البحر وتأثيراته على المدينة ومعالمها التاريخية واقتصادها، وفقاً للتقديرات البيئية الدولية، فإن أجزاء كبيرة من الإسكندرية قد تختفي في غضون العقود القادمة ما لم يتم اتخاذ إجراءات حقيقية.
الإسكندرية والتغيرات المناخية
تشير الدراسات الدولية إلى أن الإسكندرية تعد من أكثر المدن عرضة لتداعيات التغيرات المناخية، حيث سيؤدي ارتفاع مستوى البحر العالمي بمقدار 50 سم بحلول عام 2050 إلى غمر 30٪ من مساحتها بالكامل، ما قد يسفر عن تشريد ما يصل إلى 1.5 مليون شخص وفقدان أكثر من 195 ألف وظيفة، هذا السيناريو الكارثي يتفاقم نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد، مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً.
خطر غرق آثار الإسكندرية
تضم الإسكندرية تراثاً تاريخياً عالمياً مهدداً بالخطر نتيجة ارتفاع مستوى المياه، من أبرز هذه المعالم قلعة قايتباي، التي بنيت على أنقاض منارة الإسكندرية الأسطورية، فضلاً عن الكورنيش التاريخي والمباني القديمة التي تواجه أضراراً متزايدة للأمواج، الحكومة المصرية اتخذت تدابير مثل إقامة حواجز لحماية المعالم، إلا أن تغير المناخ المتسارع يتطلب حلولاً أكثر استدامة للتأكد من الحفاظ على هذا التراث للأجيال القادمة.
التحديات الاقتصادية والاجتماعية
يتجاوز أثر التغيرات المناخية النطاق البيئي ليشمل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للإسكندرية، البنية التحتية غير الملائمة تمثل واحدة من أكبر العقبات، حيث تستوعب شبكات تصريف مياه الأمطار من مليون متر مكعب فقط بينما تصل السيول أحياناً إلى 18 مليون متر مكعب يومياً، الضغوط السكانية المتزايدة مع تضخم عدد السكان المحليين وانخفاض قيمة العملة تزيد من تعقيد الوضع وتجعل الجهود التنموية أكثر كلفة وتعقيداً.
جهود الحكومة لحماية الإسكندرية
تبذل الحكومة المصرية جهوداً متعددة للحفاظ على مستقبل الإسكندرية، منها زراعة حاجز طبيعي من القصب على 69 كيلومتراً من الساحل، إضافة إلى تركيب أنظمة لقياس مستويات البحر وتطوير البنية التحتية المناسبة، فيما يتعلق بالآثار، تسعى الحكومة لحماية قلعة قايتباي عن طريق تركيب آلاف الكتل الخرسانية لمنع تسلل المياه، إلى جانب مشاريع أخرى لتحصين الشواطئ والمباني من عوامل التآكل.
التحرك الدولي لدعم الإسكندرية
إن التغيرات المناخية التي تهدد الإسكندرية تعد جوءاً من أزمة عالمية تتطلب تضافر الجهود الدولية، على الدول الكبرى التي تسهم بشكل كبير في تفاقم الانبعاثات الحرارية أن تقدم الدعم اللازم للدول النامية، مؤتمر COP27 الذي استضافته مصر أكد أهمية التحرك لمدن ساحلية مثل الإسكندرية، حيث تم تسليط الضوء على أهمية العمل الجماعي للحفاظ على مدن عالمية تواجه مصيراً مشابهاً.
«عاجل» زلزال يضرب القاهرة الآن.. التفاصيل الكاملة عن الهزة الأرضية
«نهائي حاسم» نهضة بركان ضد سيمبا التنزاني اليوم من يحصد لقب الكونفدرالية 2025
«صفقة نارية».. الأهلي يسعى لتحويل إعارة مصطفى العش إلى عقد دائم
تطوير كورنيش بورسعيد يعيد رونقه السياحي بعد انتظار دام عقدين
فرّح أطفالك الآن: تردد قناة ماجد 2025 الجديد على نايل سات وعرب سات
«تردد جديد» لقناة وناسة 2025.. استمتع بأفضل أناشيد الأطفال بجودة HD
«استقرار حالي» أسعار الذهب اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 في محلات المجوهرات
برامج كراميش ووناسة للأطفال تنشر البهجة في المنازل بأغاني مليئة بالفرح