«طلب متزايد» أسعار الذهب ترتفع عالمياً بسبب قلق الرسوم الجمركية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً وسط تصاعد الحرب الروسية في أوكرانيا ومخاوف جديدة أثارتها خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المتعلقة بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، مما دفع المستثمرين للبحث عن الذهب كملاذ آمن، حيث يُعد الذهب خياراً مفضلاً في مثل هذه الظروف لتحقيق الاستقرار المالي وسط التقلبات العالمية.

ارتفاع أسعار الذهب اليوم

ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.7% ليصل إلى 3311.33 دولاراً للأوقية، بينما شهدت العقود الآجلة للذهب زيادة بلغت 0.6% بقيمة 3335.40 دولاراً للأوقية، يرجع هذا النمو إلى عوامل متعددة أبرزها التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا التي قادت إلى اضطرابات قوية في الأسواق العالمية، فضلاً عن تداعيات القرار التجاري الخاص بزيادة الرسوم الأمريكية على الصلب والألمنيوم، مما يُبرز أهمية الذهب كأصل آمن في ظل أزمات عالمية.

التوترات التجارية وتأثيرها على الذهب

دونالد ترامب أعلن عن خطته لرفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50% بدلاً من 25%، مما أثار ردود فعل دولية مثل إعداد الاتحاد الأوروبي لخطوات تصعيدية مماثلة، هذا النوع من الضغط التجاري يوسع دائرة عدم الاستقرار ويُشعل المخاوف بين المستثمرين ويعزز الطلب على الذهب الذي يعُتبر ذخيرة استراتيجية لمواجهة تلك التحديات السائدة في الأسواق.

ترقب قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي

الأنظار تتجه إلى خطابات مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال هذا الأسبوع، حيث يتوقع المستثمرون مؤشرات حول مسار السياسة النقدية المستقبلية، من المتوقع أن يتحدث جيروم باول اليوم لتسليط الضوء على نهج البنك وسط الاضطرابات، كما أشار كريستوفر والر، أحد محافظي البنك الاحتياطي، إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة مستقبلاً، تأتي هذه التوقعات كإشارة قوية تنبئ بارتفاع جديد في الطلب على الذهب بفضل سياسات خفض الفائدة التي تجعل الذهب أداة استثمارية مغرية.

الذهب كملاذ اقتصادي في الأزمات

يوصف الذهب كملاذ اقتصادي آمن في ظل الأوقات الصعبة داخل الاقتصاد العالمي والمشهد السياسي الدولي المعقد، قيمة الذهب تتعزز بشكل خاص عندما تسود أسعار الفائدة المنخفضة، ما يخلق بيئة استثمارية مميزة، يتحول المستثمرون إلى شراء الذهب لضمان حماية أصولهم الاستثمارية والحد من المخاطر الناتجة عن تقلبات سوق العملات والأسهم.

تأثير أسعار المعادن النفيسة الأخرى

لم تقتصر الأوضاع على الذهب وحده، ففي سوق المعادن النفيسة الأخرى ارتفعت الفضة بنسبة 0.3% لتصل إلى 33.08 دولاراً للأوقية، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.4% ليصل إلى 1051.63 دولاراً، وشهد البلاديوم تراجعاً بنسبة 0.3% ليصل إلى 967.62 دولاراً، يوضح التأثير المتباين للعوامل الاقتصادية والسياسية كيف تتفاعل المعادن النفيسة بشكل مختلف حسب الطلب العالمي والاحتياطات المتاحة.